"إنني هنا في نيوم من أجل التطوير، التطوير وحده والشغف، هما محفّزان أساسيان في حياتي، لذلك نحن نعمل كثيراً لأننا متحمسون، بالنسبة لي الأمر لا يتعلق بالطعام وحده، بل حتى بفلسفة المشروع نفسه"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور خوان كارلوس، الرئيس التنفيذي لتوبيان لشركة نيوم للغذاء، حديثه عن المشروع.
فماذا تعني قيادة قطاع الغذاء في أهم مشروعات السعودية المستقبلية؟
الرجل الذي تجاوزت خبرته في صناعة الغذاء العشرين عاماً، قال إن الشركة في نيوم تبني أرضاً للمستقبل.
وأضاف أن الشركة تبني عصر الأغذية الطازجة المزروعة في قلب الصحراء، فالغذاء بات ضمن سلم أولوياتها وأهدافها.
كما أوضح أن لدى الشركة 5 مجالات تركز عليها في استراتيجيتها، كالزراعة المقاوِمة لتقلبات المناخ، والاستزراع المائي المتجدد، والأغذية المستحدثة، والتغذية المخصصة، والإمداد الغذائي المستدام والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
وأكد أن هذه المجالات مهمة لتلبية مطالب المجتمع اليوم وفي المستقبل أيضاً.
وأشار إلى أن الشركة نهجت التسويق الخاص للمنتجات المزروعة محلياً، وعملت على إعادة تصدير السلع المتميزة وكذلك شراء المنتجات الغذائية من الموردين المؤهلين الذي يحققون معايير الاستدامة.
ولفت إلى أن الشركة تركز على توسيع نطاق النظام الغذائي، وتعزيز إجراءات سلامة الأغذية، والحد من هدر الغذاء، وتقليل نفقات الإنتاج، وتعزيز العادات الغذائية الصحية.
كذلك أضاف أن "توبيان" تدعم اقتصاد البلاد المتنوع عبر تطوير الصناعات المستقبلية لمعالجة بعض التحديات الرئيسية تجاه البشرية كقابلية العيش، والحفاظ على الطبيعة، وتغير المناخ، إذ إن تأثيره على صناعة الأغذية يخفض إنتاجية المحاصيل بنسبة تصل لـ 6% لكل درجة مئوية ترتفع فيها حرارة الأرض.
لذا فإن قيم شركة الغذاء الخاصة بـ "نيوم" تدعم الأمن الغذائي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السعودية، وتنويع الاقتصاد.
فيما اعتقد خوان كارلوس أثناء حديثه لـ"العربية.نت"، أن الابتكار في صناعة الغذاء سيغير بشكل لافت المنظومات الغذائية، في البلاد والعالم، مؤكداً أن تلبية الحاجة الملحة للتقنيات المبتكرة لإطعام سكان العالم بشكلٍ مستدام تعد أولويتهم.
الأمن الغذائي في نيوم
ويرى أن نيوم ستحقق أهدافها في الأمن الغذائي عبر الإنتاج المحلي للغذاء بأفضل حلول بيئية واقتصادية، وثانياً عبر تأمين مصادر الغذاء بالطريقة الأكثر استدامة لأنواع الغذاء التي لا يمكن إنتاجها بشكلٍ موفر للتكلفة في المنطقة حالياً، لأنها تتطلب كمية مياه كثيرة على سبيل المثال.
ومن خلال الطريقة التي تزرع بها الغذاء وتعالجه وتنقله وتوزعه وتستهلكه، ستشجع نيوم الأساليب الجديدة لتعزيز الصحة والبيئة.
وأكد أنها تريد تحقيق نظاماً غذائياً مثالياً يغذي الناس والأرض على حدٍ سواء.
ولفت إلى أن التفاؤل الذي يبديه تجاه استدامة الغذاء عبر الابتكار، يتصل بخطط الحكومة التي اتخذتها من أجل ضمان الأمن الغذائي في السعودية، خاصة مواجهتها للتحديات اللافتة في هذه المسألة على غرار الحاجة إلى زيادة كفاءة مصادر البروتين من المياه العذبة مثل الأسماك البحرية من خلال مشاريع الاستزراع المائي.
التقنيات المبتكرة
يشار إلى أن كارلوس كان أكد أن "توبيان" تعمل على تطوير التقنيات المبتكرة اللازمة لبناء النظام الغذائي المستقبلي.
ولفت إلى أن أحد ركائزها كان أنظمة الاستزراع المائي المعاد تدويرها والتي ستنتج من خلالها نحو 80 ألف طن من الأسماك ذات الزعانف خلال السنوات الـ 15 القادمة باستخدام طرق مختلفة"، لافتاً إلى أن "توبيان" تركز على إنتاج الأسماك المحلية في "نيوم"، فضلاً عن إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأسماك الفردية في أحواض الاستزراع.
وأضاف أن هذه الطريقة تحدد مقدار نمو هذه الأسماك المحددة، وبالتالي تحسين كفاءة كيفية توفير الغذاء أو العلف للأسماك.
إلى ذلك، أكد أن شركة نيوم للغذاء تشدد على أن التكنولوجيا جوهر ما تنفذه الشركة في الزراعة، فضلاً عن الرغبة التي تتبناها في تطوير مصادر جديدة ومستدامة للغذاء لتلبية رغبات المستهلكين، بجانب إعادة تصميم سلاسل الإمداد الغذائية لتواكب معايير المستقبل.