على الرغم من أن الولايات أكدت مراراً في السابق أن إيران تدعم الحوثيين في اليمن بالأسلحة، إلا أنها لم توجه أصابع الاتهام مباشرة لها بالتورط في الهجمات الحوثية الأخيرة التي تصاعدة منذ حرب غزة على سفن الشحن في البحر الأحمر.
لكن تقريراً جديداً نشرته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA) التي توفر معلومات لوزارة الدفاع (البنتاغون) ومجتمع الاستخبارات، على موقعها كشف تفاصيل عن هذا الدعم الإيراني لجماعة الحوثي.
فقد أوضح التقرير أن إيران زوّدت الحوثيين بترسانة متنوعة وكبيرة من الأسلحة، تضمنت صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى، فضلا صواريخ كروز.
كما أكدت الاستخبارات أن هذا الدعم بدأ منذ عام 2015، واستمر.
18 سفينة تهريب
إلى ذلك، كشفت أن الولايات المتحدة اعترضت 18 سفينة إيرانية على الأقل ما بين 2025 و2023 كانت تهرب أسلحة إلى الجماعة اليمنية، من بينها مكونات صواريخ بالستية وطائرات دون طيار وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى آلاف البنادق الهجومية.
كذلك، أشارت إلى أن الحوثيين استعملوا صاروخَ "عاصف" البالستي المضاد للسفن، فضلا عن صاروخ قدس -4، خلال هجماتهم الأخيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عمان، وفي محاولات ضرب إسرائيل. ويبلغ مدى "عاصف" 250 ميلاً، أما حمولته فتزيد عن 1000 رطل، ويشبه إلى حد بعيد الصاروخ الإيراني فاتح-110.
كما استخدم الحوثيون صاروخ "صقر" لمهاجمة طائرات أميركية دون طيار بالقرب من اليمن وفي خليج عمان.
توترات البحر الأحمر
تأتي تلك المعلومات فيما تواصل جماعة الحوثي هجماتها على سفن الشحن، مؤكدة أنها ستصعد أكثر بعد إن لم تتوقف الحرب في غزة.
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، زاعمين أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
في المقابل، شنت القوات الأميركية والبريطانية عدة غارات مستهدفة مواقع تابعة للجماعة في اليمن.
كما نفّذ الجيش الأميركي وحده مرارا ضربات على صواريخ يقال إنها كانت معدة للإطلاق، فضلا عن مخازن أسلحة ومسيّرات.
وإثر تلك الضربات الغربية، أعلن الحوثيون البدء في استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، مهددين بأن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة لهم".