بعد أشهر من الهجمات الحوثية على سفن التجارة في البحر الأحمر، أكد الاتحاد الأوروبي أن مهمة بحرية أوروبية ستبصر النور قريباً بغية حماية الملاحة في هذا الممر الملاحي المهم دولياً، لتضاف على ما يبدو إلى تحالف "حارس الازدهار" الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي
فقد أعلن بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية أن الدول الأوروبية أطلقت "عملا مكثفا للغاية في مهمتها البحرية الخاصة التي ستحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من أي نوع من الهجمات غير القانونية وغير المشروعة"، ملمحاً إلى التعاون مع إيران بهدف الضغط على الحوثيين.
وقال إن "الهجمات التي يقوم بها الحوثيون إنما هي ضد حرية الملاحة ومخالفة للقانون الدولي"، مضيفاً "لا يمكنهم إطلاق النار على السفن التجارية دون سبب".
كما أوضح أنه إلى جانب انضمام الاتحاد إلى الشركاء الدوليين في الجهود الرامية لإيجاد حل، أطلق عملا مكثفا للغاية في مهمته البحرية الخاصة هذه، التي يؤمل أن تبدأ خلال أسابيع قليلة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
"يخرج عن السيطرة"
كذلك أشار إلى أن الدول الأوروبية ستحاول مساعدة السفن المارة على تجنب أي هجمات، مشدداً على أن ضمان حرية الملاحة تعتبر "أولوية قصوى"
وأردف قائلاً إن "العدد المتزايد من الهجمات الحوثية والهجمات المضادة في المنطقة يشكل مصدر قلق لأنه عندما يستمر هذا التصعيد، فإنه يمكن أن يخرج بسرعة كبيرة عن السيطرة."
تعاون مع إيران
إلى ذلك، كشف أن "الاتحاد يتعاون مع الشركاء الدوليين، و في المقام الأول مع إيران، التي تدعم أو لها صلات بمعظم هذه الجماعات المتورطة في الهجمات، لاستخدام نفوذها لوقف ذلك، بما يساهم في خفض التصعيد".
وكان مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أشار الأسبوع الماضي إلى هذه المهمة، ووصفها بأنها "دفاعية بحتة".
في حين أشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن خمسا فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد قد أشارت بشكل علني إلى عزمها المشاركة في هذه المهمة، ألا وهي فرنسا واليونان وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا، على أن تضطلع الدول الثلاث الأولى بالدور القيادي.
"حارس الازدهار"
يشار إلى أن تحالف "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا كان هاجم خلال الأسابيع الماضية عدة مواقع للحوثيين في مناطق سيطرتهم في اليمن، بهدف الحد من قدرة الحوثيين المدعومين إيرانياً على مهاجمة السفن.
ومنذ نوفمبر الماضي(2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب في غزة، شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات على سفن زعمت أن إسرائيل تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها، تضامنا مع غزة.
وأثارت تلك الهجمات قلق القوى الكبرى حيال اتساع نطاق حرب غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي ولا تزال مستمرة، إقليمياً.