يواصل فيروس كورونا المستجد إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي، حيث هوت الأربعاء أسهم وعملات، إلى جانب تضرر أسعار النفط، فيما يتوقع الخبراء تداعيات أكبر على اقتصادات الدول.
في الأسواق المالية، هوت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت الأميركية مجددا اليوم.
وأوضحت مراسلتنا أن المؤشر ستاندرد آند بورز 500 هوى 7 في المئة، والمؤشر داو جونز الصناعي 8 في المئة، مما تسبب في وقف التداولات لمدة 15 دقيقة في بورصة وول ستريت للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وقالت إن تعليق التداول، الذي حدث اليوم، هو الرابع خلال عشرة أيام.
وفي وقت سابق، تلقى سهم بوينغ ضربة كبيرة، ليهوي 16.1 بالمئة، بعد أن دعت الشركة إلى صفقة إنقاذ بقيمة 60 مليار دولار لشركات صناعة الطائرات لمواجهة الضرر الناجم عن انهيار متواصل في السفر العالمي.
أسواق الأسهم في بريطانيا هبطت هي الأخرى، وذلك لثامن جلسة على التوالي والمؤشر "فايننشال تايمز" يغلق منخفضا 4.0 بالمئة.
في اليابان، سجل المؤشر نيكي القياسي أدنى مستوى إغلاق منذ نوفمبر 2016، حيث نزل 1.7 بالمئة إلى 16726.55 نقطة، ليتخلى عن مكاسب حققها في وقت سابق في تعاملات متقلبة.
وعلى المنوال نفسه سارت الأسهم الأوروبية، حيث تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.9 بالمئة، فيما تصدرت بورصتا لندن وألمانيا التراجعات.
النفط
سوق النفط تضرر هو الآخر، إذ هوت أسعار النفط، الأربعاء، ونزلت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أدنى مستوى في 18 عاما، في حين بلغ خام برنت أدنى مستوى في 16.
وجرى تداول خام برنت بانخفاض 2.68 دولار، أو ما يعادل 9.3 بالمئة، عند 26.05 دولارا للبرميل بعد هبوطه إلى 26.65 دولار وهو أقل مستوى منذ 2003.
كما تراجع الخام الأميركي أربعة دولارات، أو 15بالمئة، إلى 22.95 دولار للبرميل. وعند أدنى مستوى في الجلسة سجل أقل سعر منذ مارس 2002.
الإسترليني
من جهة أخرى، هبط الجنيه الإسترليني أكثر من 4 في المئة أمام العملة الأميركية أثناء التعاملات اليوم، إلى أدنى مستوى منذ عام 1985 على الأقل.
وهبط الإسترليني إلى 1.1452 دولار، بينما تراجع حوالي 3 في المئة أمام العملة الأوروبية إلى 94.33 بنس لليورو وهو أدنى مستوى منذ مارس 2009 .
كما انخفض الدولار الأسترالي نحو 15 بالمئة أمام نظيره الأميركي منذ بداية العام ليقل عن 60 سنتا لأول مرة منذ 2003 الليلة الماضية.
وسجل في أحدث تعاملات 0.5930 دولار أميركي، بينما سجل الدولار النيوزيلندي 0.5942 دولار أميركي.
وفي المقابل، قفز الدولار الأميركي مسجلا أعلى مستوياته في عدة أعوام أمام بضع عملات رئيسية، بينما يدفع تفشي فيروس كورونا الشركات والمستثمرين إلى التماس الأمان في العملة الخضراء.
وقفز مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 2.051 بالمئة، إلى 101.440، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2017 .
كورونا والاقتصاد الأميركي
قال خبير اقتصادي في بنك "جيه بي مورجان" إن الاقتصاد الأميركي قد ينخفض بنسبة 4 في المئة في الربع الأول من هذا العام و14 بالمئة في الربع الثاني، ومن المرجح أن ينكمش 1.5 بالمئة للعام بكامله.
وهذه إحدى أكثر التوقعات قتامة التي صدرت حتى الآن للأضرار المحتملة لوباء كورونا.
وتوقع مايكل فيرولي كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك أيضا أن ترتفع البطالة في الولايات المتحدة إلى 6.25 في المئة بحلول منتصف العام، قبل أن تتراجع إلى حوالي 5.25 في المئة بحلول نهاية العام، مع استئناف النمو الاقتصادي.
وتفترض التوقعات أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيستمر في إيجاد وسائل "مبتكرة" لدعم الاقتصاد، وأن إدارة ترامب والكونغرس سيقدمان دعما للمالية العامة بقيمة تريليون دولار.