الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - «أبل» تسرّع دمج الذكاء الاصطناعي بهواتف «آيفون»

«أبل» تسرّع دمج الذكاء الاصطناعي بهواتف «آيفون»

الساعة 01:21 مساءً

 

الاستحواذات وإعلانات الوظائف والأوراق الأكاديمية تشير إلى استعداد الشركة لتشغيل الذكاء الاصطناعي على هواتفها

 

تنمّي «أبل» سراً قدراتها في الذكاء الاصطناعي بمجموعة استحواذات وتعيين موظفين وتحديثات لأجهزة صممت لإدخال الذكاء الاصطناعي إلى الجيل التالي من هواتف «آيفون».

 

وتشير بيانات الصناعة وأبحاث أكاديمية، إضافة إلى رؤى مطلعين من داخل قطاع التكنولوجيا، إلى أن الشركة التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها ركزت معظم اهتمامها على معالجة المشكلة التكنولوجية المتعلقة بتشغيل الذكاء الاصطناعي على هواتفها.

 

وتعد صانعة هواتف «آيفون» أكثر نشاطاً من منافسيها من كبرى شركات التكنولوجيا في شراء الشركات الناشئة، فاستحوذت على 21 منها منذ بداية 2017، حسبما كشف بحث من «بيتش بوك».

 

وكان شراء «ويف وان» الناشئة، ومقرها كاليفورنيا، أحدث عملية استحواذ من «أبل» في أوائل 2023، على الشركة التي تقدم خدمة ضغط مقاطع الفيديو عن طريق الذكاء الاصطناعي.

 

وقال دانييل آيفز من «ويدبوش سيكيوريتيز»: «إنهم يستعدون للقيام ببعض عمليات الدمج والاستحواذ المهمة»، وتابع: «سأصدم إذا لم يبرموا صفقة كبيرة في الذكاء الاصطناعي هذا العام، لأن هناك سباق تسلح في الذكاء الاصطناعي يجري الآن، ولن تقف أبل مكتوفة الأيدي».

 

ووفقاً لمذكرة بحثية حديثة صادرة عن «مورجان ستانلي»، تشير إلى احتواء نحو نصف إعلانات الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لدى «أبل» على مصطلح «التعلم العميق»، الذي يتعلق بالخوارزميات المشغلة للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي نماذج بإمكانها توليد نصوص ومقاطع صوتية وأكواد في غضون ثوانٍ وكأنها من إنتاج البشر.

 

كما عيّنت الشركة جون جياناندريا، المسؤول التنفيذي عن الذكاء الاصطناعي السابق لدى «غوغل»، في 2018. وعادة ما تتكتم «أبل» على خططها بشأن الذكاء الاصطناعي، حتى مع ترويج منافساتها من كبرى شركات التكنولوجيا، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون»، لاستثمارهم مليارات الدولارات في هذه التقنية الأحدث حالياً.

 

لكن وفقاً لمصادر من داخل الصناعة، تعمل الشركة على نماذجها اللغوية الكبيرة الخاصة، وهي التكنولوجيا التي تشغل منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي» الخاص بـ«أوبن إيه آي».

 

وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، لمحللين في الصيف الماضي، إن الشركة «تجري أبحاثاً على مجموعة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي»، وإنها تستثمر وتبتكر «بمسؤولية» فيما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة.

 

ويبدو أن هدف «أبل» هو تشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي على الهواتف المحمولة، ما يتيح لروبوتات الدردشة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي العمل على الأجهزة والبرامج الخاصة بالهاتف بدلاً من تشغيلها بواسطة الخدمات السحابية في مراكز البيانات.

 

ويتطلب هذا التحدي التكنولوجي تقليصاً لحجم النماذج اللغوية الكبيرة التي تشغل الذكاء الاصطناعي، وكذلك معالجات ذات أداء أعلى. وكانت خطوات مصنعين آخرين أسرع من «أبل».

 

حيث أصدرت كل من «سامسونغ» و«غوغل» هواتف جديدة، زعمت أنها تشغل ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

 

ويتوقع بشكل كبير أن يشهد «مؤتمر أبل العالمي للمطورين»، الذي يعقد عادة في يونيو، الكشف عن نظام التشغيل الجديد «آي أو إس 18». ورجح محللو «مورجان ستانلي» أن يكون النظام الجديد موجهاً نحو إتاحة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن يتم تشغيل المساعد الصوتي «سيري» بنموذج لغوي كبير.

 

وفي هذا الصدد، قال إيجور جابلوكوف، الرئيس التنفيذي لمجموعة مؤسسات بريون للذكاء الاصطناعي ومؤسس «ياب»، وهي شركة للتعرف إلى الصوت، استحوذت عليها «أمازون» في 2011 لدعم منتجات «أليكسا» و«إيكو»: «إنهم يميلون للتمهل حتى تتضافر التقنيات، ويكون بإمكانهم تقديم واحد من أفضل استعراضات تلك التكنولوجيا».

 

كما كشفت «أبل» عن رقاقات جديدة بقدرات أكبر لتشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأعلنت الشركة أن معالجها «إم 3 ماكس» لجهاز «ماك بوك»، الذي أطلقته في أكتوبر، «يفتح المجال للعمل بطريقة لم تكن ممكنة من قبل على جهاز لاب توب»، مثل مطوري الذكاء الاصطناعي الذين يعملون بمليارات معلمات البيانات.

 

وتتيح رقاقة «إس 9» للنسخ الجديدة من ساعة «أبل»، التي تم الكشف عنها في سبتمبر، لـ«سيري»، الوصول إلى البيانات وتسجيلها من دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. أما رقاقة «إيه 17 برو» في هاتف «آيفون 15»، التي أُعلن عنها في الوقت نفسه، فتحتوي على محرك عصبي، أفادت الشركة بأنه أسرع مرتين من الأجيال السابقة.

 

أوضح ديلان باتيل، المحلل لدى سيمي أناليسيس لاستشارات أشباه الموصلات، أنه «فيما يتعلق بالرقاقات في أجهزتها، فمن المؤكد أنهم متوجهون أكثر فأكثر نحو الذكاء الاصطناعي، من وجهة نظر التصميم والهندسة المعمارية».

 

ونشر باحثو «أبل» ورقة في ديسمبر، أعلنوا فيها تحقيق طفرة في تشغيل نماذج لغوية كبيرة على الأجهزة باستخدام ذاكرة «فلاش»، ما يعني إمكانية معالجة الاستفسارات على نحو أسرع، حتى وإن لم يكن الجهاز متصلاً بالإنترنت.

 

وأصدرت الشركة في أكتوبر نموذجاً لغوياً كبيراً مفتوح المصدر بالاشتراك مع جامعة كولومبيا، ويقتصر النموذج، المسمى «فيريت»، على الأغراض البحثية، وهو في واقع الأمر بمثابة زوج إضافي من العيون، يخبر المستخدم بما ينظر إليه، بما في ذلك أغراض محددة داخل الصورة.

 

وقالت أماندا ستينت، مديرة معهد ديفيس للذكاء الاصطناعي لدى جامعة كولبي: «إن إحدى مشكلات النموذج اللغوي الكبير هي أن سبيله الوحيد لتجربة العالم لا يكون إلا من خلال النص».

 

وأضافت: «هذا ما يجعل فيريت مثيراً للغاية، فبإمكانك ربط اللغة حرفياً بالعالم الحقيقي». في هذه المرحلة، على أية حال، نوّهت ستينت بأن تكلفة استعلام «استدلالي» واحد من هذا النوع ستكون باهظة.

 

يمكن استخدام مثل هذه التكنولوجيا، على سبيل المثال، كمساعد افتراضي يمكنه إخبار المستخدم بماهية العلامة التجارية للقميص الذي يرتديه شخص ما في مكالمة بتقنية الفيديو، ثم شراء القميص من خلال تطبيق. واجتازت «مايكروسوفت» مؤخراً «أبل»، باعتبارها الشركة المدرجة الأكثر قيمة على مستوى العالم، في ضوء حماس المستثمرين إزاء الخطوات التي اتخذتها في الذكاء الاصطناعي.

 

ومع ذلك رفع محللو «بنك أوف أمريكا» تصنيفهم لسهم «أبل»، ومن بين أمور أخرى سلط المحللون الضوء على توقعات بأن دورة شراء هواتف «آيفون» جديدة سيعززها الطلب على الميزات الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، التي ستظهر هذا العام أو في 2025.

 

وقالت لورا مارتن، كبيرة المحللين لدى مصرف نيدام الاستثماري، إن استراتيجية «أبل» فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي ستكون «لمنفعة النظام البيئي الخاص بأبل، ولحماية قاعدتها الثابتة».

 

وأضافت: «لا ترغب أبل في الانخراط في نطاق الأعمال الذي ترغب غوغل وأمازون في الاضطلاع به، وهو أن تكون العمود الفقري لكل الشركات الأمريكية التي تنشئ تطبيقات تعتمد على نماذج لغوية كبيرة».