أشاد وزير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بمنجز سعودي يجسد الزخم الذي يحدث اليوم في مجال الرعاية الصحية.
حيث تمكن الدكتور علي حسين الحسن، باحث أكاديمي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وأستاذ متعاون مع جامعة الفيصل بمدينة الرياض، من تطوير علاج جديد لمرض الأنيميا المنجلية الوراثي باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي وتقنية النانو.
وأجرى الدكتور الحسن وفريقه تجربة على أكثر من 15 مريضاً في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، وكانت نسبة الاستجابة 85%، مما يشير إلى فعالية العلاج الجديد في علاج هذا المرض الوراثي.
الدكتور علي الحسن
وقال المهندس السواحة عبر كلمته في منصة المنتدى الاقتصادي العالمي المقام حالياً في دافوس: "هذا المنجز الوطني قريب إلى قلبي، لأنني فقدت أختي الكبرى بسبب مرض وراثي، وهذا المرض الخاص الذي سأتشارك معكم حوله، يسمى مرض الخلايا المنجلية".
وأوضح أن مرض الأنيميا المنجلية يصيب خلايا الدم الحمراء عندما تتخذ شكل هلال، مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية، وقد يؤثر على الأطراف وهذا المرض يتأثر به الجنوب العالمي في إفريقيا بنسبة 75%.
وعن تفاصيل هذا المنجز المعلن قال: "باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بالتعاون مع غوغل، أطلقنا نقطة اتصال لغوغل كلاود في أغسطس الماضي، وشركة ناشئة تدعى "نانوبالم" والتي استفادت علمياً من الذكاء الاصطناعي التوليدي لإتمام تركيبة الدواء".
وأضاف: "وبدلاً من 10 إلى 15 عاماً لتركيب الدواء الذي كانت تكلفته تاريخياً تصل إلى 3 ملايين دولار، اليوم التكلفة أصبحت 300 ألف دولار وفي أقل من عامين".
وأشار المهندس السواحة إلى أن العلاج الجديد يستخدم نماذج لغوية كبيرة لربط البروتينات والإنزيمات، بتقنية النانو روبوتس والتي من خلال إدخالها في جلدك يمكنها اختراق جدران الخلايا وتعديل الجينات لتجنب هذه الأمراض الوراثية.
وختم المهندس السواحة حديثه بالتأكيد على أن هذا الإنجاز لم يكن ممكناً من دون الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن دون هذا النهج البيئي التعاوني.
مراحل الدراسة
وقال الدكتور علي الحسن في حديثه إلى "العربية.نت" أن الدراسة ما زالت في مستوياتها الابتدائية، حيث تمت تجربة العلاج على الحيوانات، وحالياً دخل الفريق مرحلة التجربة السريرية على البشر وتقتضي ثلاث مراحل، وينفذ الفريق المرحلة الأولى على 15 شخصاً مصاباً بمرض الأنيميا المنجلية، ممن يحتاجون للرعاية الصحية ونقل الدم بشكل دوري، والمعرضون لنوبات الألم، ثم تتسع الشريحة المستهدفة تحت الدراسة".
وقدم الدكتور الحسن شكره لخادم الحرمين الشريفين على دعمه لقطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة الذي يساعد على تحقيق الأهداف بعيدة المدى للوطن، وإتاحة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه الفرصة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 ولزيادة القدرة التنافسية للوطن والاهتمام بجودة الحياه للمواطنين والمقيمين في المملكة، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات متمثلة في الوزير المهندس عبدالله السواحة على اهتمامه في تطوير التقنيات العميقة والتقنيات الناشئة وعلى تسليط الضوء على المنجزات الوطنية في المحافل الدولية مثل دافوس 2024، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعالي الرئيس الدكتور منير الدسوقي على التمكين وتسهيل الصعاب ووضع نواة البيئة المناسبة لريادة الأعمال.
