أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، اليوم الأربعاء، إعادة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن "جماعة إرهابية عالمية"، وذلك في قرار يسري بعد 30 يوما من الآن.
وذكر البيان أنه خلال مدة الثلاثين يوما قبل نفاذ القرار "ستجري الحكومة الأميركية تواصلا واسع النطاق مع الأطراف المعنية، ومقدمي المساعدات، والشركاء المهمين لتسهيل المساعدة الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الضرورية في اليمن".
وقالت الخارجية الأميركية إنها تعمل على الحد من تداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية على اليمنيين، وإنها ستتخذ خطوات إضافية ضد الحوثيين عند الضرورة.
وأكدت الخارجية الأميركية أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية عالمية سيحد من تمويلهم، لافتة إلى أن الحوثيين عززوا من قدرتهم بعد شطبهم من قائمة الإرهاب في أول مرة، كما تعهدت الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستفرض عقوبات على كل من يدعم الحوثيين.
وهكذا اتخذت الإدارة الأميركية هذا القرار، وبالتالي تراجعت عن قرار اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن في بداية فترة رئاسته بحذف الحوثيين من القائمة بسبب مخاوف من الإضرار بآفاق محادثات السلام وإلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد اليمني في بلد يواجه شبح المجاعة.
ويحول إدراج جماعة الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية دون وصولها إلى النظام المالي العالمي، فضلا عن عقوبات أخرى.
ولكن ما الفرق بين تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية وتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية؟
يعتبر تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية بشكل خاص تحت أمر تنفيذي، أقل حدة من تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية. وتحت التصنيف الجديد سيتم تجميد جميع أصول الأفراد أو الكيان المدرج ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة ويمنع الأشخاص الأميركيون من المشاركة في أي معاملات مالية أو تجارية معهم.
توضيح أميركي
وذكر مسؤول أميركي أن الهدف من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو "القضاء على تمويلهم وتسليحهم"، مشيرا إلى أن هجماتهم على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن "تعريف حرفي للإرهاب".
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
شدد مسؤولو الخارجية الأميركية على أن "الهدف النهائي للعقوبات إقناع الحوثيين بوقف التصعيد وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم. وأكدوا أنه "إذا أوقف الحوثيون هجماتهم فيمكننا النظر في حذف التصنيف. وسنستمر في مراقبة الوضع وتقييم أفعال الجماعة لتحديد موقفنا في المستقبل".
رد حوثي
وصف عبد الملك العجري، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي في اليمن، القرار بأنه "ابتزاز أميركي غير مشروع" ليس له قيمة، مشيرا إلى أن بلاده لن تخضع لمثل هذا الابتزاز.
ومضى العجري قائلا "واقعيا سيكون هذا التصنيف تحصيل حاصل، لأن اليمن يعاني حصارا اقتصاديا منذ تسع سنوات، والسويفت (نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك) في اليمن محاصر، وتم نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء، وهناك صعوبة موجودة بالفعل في عمليات نقل الأموال، أي أن الموضوع سيكون فرض عقوبات داخل عقوبات ولن يضيف جديدا".
وأضاف أن "بعض المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن ستتأثر من هذا القرار، أي أنه لن يكون موجها لجماعة أنصار الله، لأنه لا توجد للجماعة مؤسسات مالية ولا تحويلات مصرفية ولا أرصدة في الخارج، وبالتالي لن تتأثر الجماعة بشيء".
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على مواقع للحوثيين في وقت سابق من الشهر الحالي بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية.
ووافق مجلس الأمن الدولي في مطلع هذا الشهر على قرار يدعو الحوثيين إلى "وقف هجماتهم" في البحر الأحمر، بأغلبية 11 عضوا مع امتناع أربع دول عن التصويت، منها روسيا والصين.