قالت وزارة الخارجية السعودية، مساء الأربعاء، إنها تؤكد أهمية جهود المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل بانتهاك الشرعية الدولية.
كما أعربت وزارة الخارجية عن تنديد المملكة ورفضها القاطع للتصريحات المتطرفة لوزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اللذين دعيا لتهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات.
وقالت في بيان: "تؤكد المملكة أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تصريحاتها وأفعالها، في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني".
وبدورها نددت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بتصريحات أدلى بها وزيران إسرائيليان بشأن عودة مستوطنين يهود إلى غزة بعد الحرب الحالية مع "تشجيع" السكان الفلسطينيين على الهجرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، إن "الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير التي تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة"، واصفا إياها بأنها "غير مسؤولة".
يذكر أنه بينما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، بحث مسألة مستقبل قطاع غزة بعد الحرب بسبب ضغوط من شركاء ائتلافه الحاكم، عاد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تصريحاته المثيرة للجدل.
فقد زعم سموتريتش، الأحد، أن إسرائيل يجب ألا تقبل بوضع يعيش فيه مليونا فلسطيني في قطاع غزة، وفقا لما نقلته عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ورأى أن عدد الفلسطينيين الذين سيبقون في القطاع يحدد طريقة بحث مسألة اليوم التالي لانتهاء الحرب، وذلك بعدما رفض سموتريتش، وهو ليس عضوا في مجلس الحرب الإسرائيلي، أن تُناقَش هذه النقطة في المجلس، مطالباً بأن يكون الأمر من اختصاص المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر، الذي يتمتع حزبه بالعضوية فيه.
وتابع أن تل أبيب لن تسمح بوضع يعيش فيه مليونا شخص في غزة، زاعماً أنه لو كان هناك 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة، لكان كل الحديث عن اليوم التالي مختلفا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتطرق بها وزير المالية الإسرائيلي للحديث عن غزة محدثاً ضجة واسعة.
ففي نوفمبر الماضي، دعا سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إنشاء مناطق عازلة في الضفة الغربية لا يدخلها العرب، ما استدعى ردا من وزارة الخارجية الفلسطينية التي اعتبرت أن تلك التصريحات "استعمارية وعنصرية وتكشف نوايا الاحتلال في ضم الضفة".
كما اعتبرت دعوة الوزير لإنشاء مناطق عازلة وآمنة في محيط مستوطنات الضفة بحجج وذرائع واهية، تهدف إلى سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين وضمها إلى المستعمرات والبؤر العشوائية القائمة وتعميق وتوسيع الاستيطان في أرض دولة فلسطين.
يشار إلى أنه منذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، يوم السابع من أكتوبر الماضي إثر هجوم حماس المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة، حذرت القاهرة من تهجير الفلسطينيين، والدفع بهم إلى سيناء، والذي ألمحت إليه إسرائيل مراراً.