كشفت نتائج دراسة حديثة أجريت في المملكة العربية السعودية عن وجود علاقة قوية بين عادات التدخين ووزن الجسم.
وأجريت الدراسة في الفترة ما بين 15 نوفمبر 2022 إلى 15 يوليو 2023 لتقييم العلاقة المعقدة بين التدخين ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، والأخذ في الاعتبار الخصائص الديموغرافية في المملكة العربية السعودية (مثل العمر والجنس ومكان الإقامة والحالة الاجتماعية والوضع الوظيفي والدخل).
ولجمع البيانات، أجرى الباحثون استطلاعا عبر الإنترنت، وتمت مشاركة رابط الاستطلاع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وحلل الباحثون بيانات 744 فردا تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أكثر، ما مكنهم من رسم صورة حية للتفاعل بين التدخين ووزن الجسم.
وكشفت الدراسة أن 39% من المشاركين يعيشون نمط حياة خامل، و58.8% بينهم لديهم مؤشر كتلة جسم غير طبيعي. وبشكل أكثر تحديدا، تم تقسيم هذه النسبة إلى فئات زيادة الوزن والسمنة والسمنة المفرطة، حيث كان نحو 25% منهم يعانون من زيادة الوزن، و12.4% يعانون من السمنة المفرطة، و7.4% يعانون من السمنة المفرطة.
وأفادت نتائج الدراسة أن أولئك الذين أقلعوا عن التدخين كانوا أكثر ميلا لزيادة الوزن. ومن المثير للاهتمام أن ما يقارب نصف المشاركين في الاستطلاع ينظرون إلى أنفسهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن وكانوا أكثر ميلا إلى تدخين السجائر التقليدية أو الإلكترونية.
وتؤكد نتائج الدراسة وجود صلة قوية بين عادات التدخين وزيادة الوزن، مقاسا بمؤشرات كتلة الجسم. وهذه النتائج لها آثار مهمة على تدخلات الصحة العامة التي تهدف إلى خفض معدلات التدخين ومستويات السمنة.
وتتعمق هذه الدراسة في العلاقة المعقدة بين عدم الرضا عن الجسم، وإدراك الوزن، وبدء التدخين بين المراهقين. وبينما تشير بعض الدراسات إلى أن التدخين يرتبط بانخفاض الوزن ومؤشر كتلة الجسم، تشير دراسات أخرى إلى تأثير عكسي.
وتعد عوامل مثل انخفاض الشهية والسعرات الحرارية، وتعزيز التمثيل الغذائي، وانخفاض تراكم الدهون من تأثيرات بالنيكوتين. ومع ذلك، فإن الوجه الآخر لهذه الممارسة هو أن التدخين يمكن أن يقلل أيضا من القدرة على ممارسة الرياضة ووظائف الجهاز التنفسي، ما قد يؤدي إلى زيادة وزن الجسم. وبالنظر إلى النتائج المختلفة حول الارتباط المعقد بين التدخين وزيادة الوزن، تشدد الدراسة على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لكشف تأثير التدخين على وزن الجسم بشكل كامل.
المصدر: bnn