قال المدير التنفيذي لشركة أوبتوماتيكا، الدكتور محمد عادل البلتاجي، إن دعوى "نيويورك تايمز" ضد شركتي "أوبن أيه آي" و"مايكروسوفت" بشأن استخدام محتواها، في حال تعميمها ومطالبة الأفراد وصناع المحتوى بالحصول على جزء من أرباح شركات محركات البحث المستخدمة للذكاء الاصطناعي سيسبب مشكلة في إدارة المحتوى حول العالم.
وأضاف البلتاجي في مقابلة مع "العربية Business"، أن هذا الوضع يمثل تحدياً للأنظمة التشريعية التي وضعت لزمن غير الزمن الحالي.
امتلاك البشر حول العالم برامج ذكاء اصطناعي تلخص لهم الأخبار يمثل مشكلة كبيرة لشركات إنتاج الأخبار والمحتوى ولذلك من المهم التوصل إلى كيفية عمل توازن بين متطلبات منتجي المحتوى وإعادة الاستخدام العادل له من جانب الذكاء الاصطناعي، وفق للبلتاجي.
وأكد على ضرورة عمل توازن عادل بين البحث عن التطور وبناء أنظمة أكثر ذكاء وبين الحفاظ على حقوق الملكية لصناع المحتوى.
بينما خلقت العديد من الصحف مساحة رقمية لها على الإنترنت، إذ هددت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بإحداث أضرار كبيرة بالعديد من الصناعات، ومن بينها وسائل الإعلام.
يوصف المدير التنفيذي لشركة أوبتوماتيكا، الفارق بين محركات البحث التقليدية والمستخدمة للذكاء الاصطناعي، بأن المحرك التقليدي عند استخدامه يجلب رابط الخبر أو المقالة كما هي، وليس إعادة استخدامه ومعالجته من جانب برامج الذكاء الصناعي الجديدة، حيث تزداد العملية تعقيدا عند البحث عن قضية معينة ويبحث بين عدد كبير من صانعي المحتوى ويقدم لك توصيفا أو تلخيصا جيدا، دون النظر لحقوق كل هؤلاء من صناع المحتوى.
ستؤدي هذه العلاقة بحسب البلتاجي، إلى خلق آلية جديدة بها مرونة للتوازن بين صناع المحتوى وبرامج الذكاء الاصطناعي، وسيكون هناك تطور جديد في التكنولوجيا.
ويتابع: "تشات جي بي تي" ليس من الضروري معرفته حالياً من أين يأتي بالمعلومة والمحتوى، والتطور سيكون معرفته من أين تأتي المعلومة وبالتالي يحدد عائدات صانع المحتوى"، وبحسب البلتاجي فإن دعوى "نيويورك تايمز" ستسرع العمل على هذا التطور.
كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد أقامت دعوى قضائية فيدرالية ضد شركتي "أوبن أيه آي" و"مايكروسوفت" سعيا لإنهاء ممارسة استخدامهما لموضوعاتها الصحافية من أجل تدريب روبوتات دردشة.
قالت الصحيفة في الدعوى المقامة، في مانهاتن، إن الشركتين تعملان على تطوير تقنيتهما من خلال "الاستخدام غير القانوني لموضوعات التايمز من أجل إنشاء منتجات ذكاء اصطناعي تنافسها وتهدد قدرتها على تقديم تلك الخدمة".
وتعرضت مؤسسات إعلامية لضربة شديدة بسبب هجرة القراء إلى المنصات الإلكترونية، وفق ما نقلته "أسوشيتدبرس".
وتقوم شركات الذكاء الاصطناعي بجمع المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، ومن بينها مقالات تنشرها مؤسسات إعلامية، لتدريب روبوتات الدردشة.
واجتذبت هذه الشركات استثمارات بمليارات الدولارات بسرعة كبيرة.
لم تذكر التايمز التعويضات المحددة التي تسعى للحصول عليها، لكنها قالت إن الإجراء القانوني يسعى إلى ”تحميل أوبن أيه آي ومايكروسوفت مليارات الدولارات من الأضرار القانونية والفعلية المستحقة عليهما بسبب النسخ والاستخدام غير القانوني لموضوعاتها الصحفية ذات القيمة الفريدة".
وقالت الصحيفة إن الشركتين تسعيان للاستفادة من استثمارات التايمز الضخمة في صحافتها مجانا، من خلال استخدامها لبناء منتجات دون مقابل أو إذن.