عفا والد القتيل أحمد القريقري الحربي عن قاتل ابنه لوجه الله في ساحة القصاص، وذلك في مبادرة ابتغى فيها الأجر والمثوبة من الله.
وتعود أحداث الواقعة التي شهدتها جدة إلى أكثر من 4 سنوات، عندما نشب عراك جماعي راح ضحيته الشاب أحمد القريقري الحربي وأصيب آخرون، وعادت الواقعة للتداول على نطاق واسع الشهر الماضي، بسبب المناشدات بطلب العفو من أسرة القاتل والأعيان، ولقي والد القريقري الشيخ حميد الحربي الثناء والشكر والدعوات، نتيجة عفوه عن القاتل في ساحة القصاص هذا اليوم.
ولم تتمالك والدة المعفو عنه الناجي من القصاص مترك القحطاني دموعها وأجهشت بالبكاء فرحاً عقب تلقيها خبر عفو والد المقتول أحمد القريقري عن نجلها لوجه الله.
وظلت تكرر الدعاء لأهل المقتول بالدعاء لهم بالجنة والسعادة والرزق، مؤكدة أنها لم تيأس من رحمة الله، واختتمت بالدعاء للمغدور به الراحل أحمد بالجنة، وأن الله يعوض أهله، وأنها لن تنسى هذا المعروف لأسرة المقتول طول حياتها.
تجدر الإشارة إلى أن القضية تعود إلى مباشرة شرطة مكة عند الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة السبت الموافق 6 / 5 /1440هـ بلاغًا عن وقوع مشاجرة جماعية في أحد أحياء شرق محافظة جدة -حي الحمدانية-، وتم استخدام أسلحة بيضاء فيها، واتضح وفاة أحد المشاركين "مواطن في العقد الثالث من العمر" نتيجة تعرُّضه للطعن، وإصابة آخرين، تم نقلهم إلى المستشفى.
وتم ضبط جميع المشاركين في المشاجرة، وعددهم 6 أشخاص، وبسماع أقوال جميع الأطراف اتضح أن المشاجرة نشأت على خلفية خلاف حول استخدام مواقف السيارات، وبناء عليه تم استكمال إجراءات الاستدلالات الأولية، وإحالة أطراف القضية للنيابة العامة، وقضت المحكمة بالقصاص.
وكان موعد القصاص قد حل منذ نحو شهرين، وبعد تدخل أمراء ومشايخ ووجهاء واللجوء لأقارب القاتل ظهر والد المقتول بعد ساعات وأفاد بأنه تقديراً لهم أعطى مهلة شهر للتنفيذ ولن يرضى إلا بشرع الله، ليتراجع اليوم أولياء الدم عن قرارهم ويعفون عن الجاني لوجه الله تعالى.