الحديث عن سد النهضة لا ينتهي، وكما تتحدث عنه الحكومات، فالمواطنون أيضًا يتابعون بكل شغف واهتمام ما سوف تؤول عنه المفاوضات فضلا عن انعكاسات السد على حياتهم وأمنهم المائي.
ومن أبرز التعليقات التي جاءت في الصدارة، ما قاله الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، خاصة بعد وصول مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا إلى طريق مسدود.
وأكد شراقي، خلال مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية"، عبر قناة "mbc مصر"، مساء السبت، أن عدم وقوع ضرر جسيم من سد النهضة ووجود مخزون مياه مطمئن أمام السد العالي أمر باعث على تعامل الدولة المصرية بنوع من ضبط النفس وعدم اللجوء للتصعيد.
وتابع: "تخزين إثيوبيا للمياه خطر عليها، وحجز 74 مليار متر مكعب على فالق أرضي يستلزم خلق رأي عام دولي لإبراز خطورته".
وأضاف: "الشعب الإثيوبى يتساءل أين كهرباء السد، والحكومة الإثيوبية في مأزق شديد، وبالتالى من مصلحتها تصعيد الأمر مع مصر حاليًا".
اطمئنوا
ووجه الدكتور عباس شراقي، رسالة طمأنة للشعب المصري قائلًا: "اطمئنوا.. الوضع الجيولوجي في إثيوبيا لا يسمح بتخزين المياه وراء سد النهضة أو إعادة استخدامها".
وواصل: "إثيوبيا تمر بأوضاع اقتصادية متدهورة للغاية وما تم إنفاقه على السد حتى الآن 8 مليارات دولار، وهذا رقم ضخم للغاية، وخاصة أن المخطط كان 4.7 مليار دولار فقط".
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: "مسارات التفاوض مع إثيوبيا لم تنته، ومن الممكن في المستقبل أن تعود المفاوضات مجددًا، خاصة أنها تجددت 6 مرات".
وأوضح أن "سد النهضة حاليًا وصل من الناحية الخرسانية إلى أكثر من 95%، ويتبقى تعلية الممر الأوسط، بعد اكتمال الجانبين الأيمن والأيسر، ولكن كهربائيًا وصل لـ60% فقط. وحاليا الكهرباء المولدة من السد ضعيفة وتكاد تكون غير مؤثرة".
مأزق شديد
ولفت إلى أن "الحكومة الإثيوبية في مأزق شديد بسبب عدم وجود فائدة ملموسة حتى الآن من إنشاء سد النهضة، على الرغم من أن كل موارد الدولة مسخرة لبناء السد".
وأوضح أن "إثيوبيا لا تستطيع تمرير أكثر من 70 مليون متر يوميا بعد تعلية الممر الأوسط، ومستقبلا سيتلقص هذا الرقم، وفي حال قامت بفتح كل التوربينات ستتعرض السودان للغرق".
وتابع: "أناشد الحكومة المصرية التقدم لمجلس الأمن للمرة الثالثة بسبب تعرض أمن مصر والسودان للخطر".