منذ 18 عام، لم يلتق محمد الجعيلي، أحد منسوبي بلدية محافظة الخرج، بزملائه المتقاعدين، حيث غادر، وهم غادروا أيضاً، وربما تُبعدهم عن علاقاتهم الاجتماعية التي نسجتها الوظيفة، فتقتصر بعدئذ وسائل الاتصال إما على "الهاتف"، أو ما يعرف بـ مجموعات "الواتس آب"، دون توافر فرصة لقاء أحياناً على هامش كنف الذكريات.
ولم يتوقع الجعيلي أن يلتقي زملائه الذين تقاعدوا قبله، يقول إنه لم يشاهدهم منذ فترة طويلة، بيد أن ملتقى المتقاعدين الأول الذي أقيم في محافظة الخرج أخيراً، منح متقاعدي بلدية المحافظة فرصة اللقاء ببعضهم وبخاصة بعد مضي ما يربو عن 10 أعوام من الابتعاد.
يصف الرجل مشاعره بعدما شاهد زملائه بعبارات لافتة، إذ قال: "فرحة لا توصف"، ثم ما لبث حتى أردف: "أنا مبسوط ومرتاح لهذه الفكرة" إذ فرح حينما شاهد زملائه منسوبي البلدية بعد أعوام طويلة من الغياب، ليسترجعوا ذكرياتهم بمحبة لافتة.
لقاء الأحبة بعد فراق
فيما عبر زميله محمد الجبر عن سعادته الغامرة، إذ التقى زملائه بعد سنوات الابتعاد الذي فرضه التقاعد، هذين الإثنين لم يتصورا بعد تفرغهما من مسؤولياتهما أن يلتقيا بزملائهما في المؤسسة المتقاعدون أو حتى الذين ما زالوا على رأس عملهم، في حين حقق الملتقى ذلك.
"ملتقى المتقاعدين"
من جهته، أوضح المهندس خالد الزيد، رئيس بلدية الخرج أن إقامة ملتقى المتقاعدين الأول يعد تقديراً لهم نظير مسيرتهم العملية التي حملت الإخلاص والتفاني في العمل، مؤكداً تنظيمه كل عام حتى يصبح حلقة وصل بين موظفي البلدية المتقاعدين.
فيما تعد هذه الملتقيات و- الحديث هنا – لـ المهندس الزيد أمراً مهماً، إذ يغرس في نفوس المتقاعدين الذكرى الجميلة ويجدد اللقاء بينهم وزملائهم الذين عاصروا فترة عملهم.
في المقابل، بذات الفرحة، تلقى حسين الجمعة خبر موعد انعقاد الاجتماع قائلاً " سررت برؤية زملائي المتقاعدين أخيراً والذين لم أشاهدهم منذ فترة طويلة سررت حقاً برؤيتهم، ولا يخفي زميله خالد الودعاني ابتهاجه أثناء جلوسه مع أصدقاءه وزملائه، قائلاً: "سنين ما شفناهم" .
إلى ذلك، لم تستثن السعودية فئة المتقاعدين في مشروعاتها التطويرية، إذ وفرت البيئة الجاذبة لهم، فيما يهتم مثلاً مجلس شؤون الأسرة بفئة كبار السن منهم، ورصد احتياجاتهم وتلبيتها، فضلاً عن تلبية متطلباتهم بما يتوافق مع أهداف المجلس.