ناهز عمر "البشت الحساوي" قرابة 95 عاماً عبر نقوشه الذهبية المطرزة من الزري الذهبي الفاخر، وأخذ شكلاً مختلفاً ولافتا، ويسمى هذا النوع بشت بـ"المعلّمة"، والذي يُحاك في الأغلب من الوبر، ويلاحظ أن جهة الظهر والأكتاف بها نسيج مطرّز بالقصب وخيوط الحرير، محاكة بطريقة تحجز الوبر عن القصب، ويتم ذلك أثناء الحياكة.
بشت "المعلّمة"
فقد اشتهرت منطقة الأحساء شرق السعودية بصناعة وخياطت بشت "المعلّمة"، وهو نفس البشت الذي صنع في الأحساء وارتداه الملك فيصل حين سفره إلى بريطانيا في رحلته الشهيرة قبل مائة عام.
وكان عمره حينها 14 عاماً حيث غادر إلى رحلته من ميناء المملكة الأول وهو "ميناء العقير التاريخي" ووصل إلى بريطانيا مرتدياً الثياب العربية وبجنبه سيف وفي خصره خنجر، مرتدياً البشت الحساوي "المعلّمة" باللون الأبيض.
كذلك اشتهر بلبسه ملوك دول الخليج العربي وهناك ما يطلق عليه اسم آخر وهو بشت "الممشط"، وأصبح من أصالة الزي خلال المناسبات الملكية الخاصة وأفخر بشت يرتديه حكام الخليج سابقًا مثل البحرين وسلطنه عمان.
مطلي بماء الذهب
ومن وسط مهرجان البشت الحساوي والذي تنظمه هيئة التراث وسط قصر إبراهيم بالأحساء، تحدث صانع البشوت الحساوية أنور الأمير لـ"العربية.نت": سمي بشت "المعلّمة" لأنه على شكل العلم، والفاخر منه يكون عبر الزري المطلي بماء الذهب، وأول ما اغنتاها من الحكام هو الملك فيصل خلال رحلته إلى بريطانيا، وكان البشت من اللون الأبيض.
الملك فيصل في بريطانيا مرتدياً بشت المعلّمة
وأكد أن البشت الحساوي ظل مئات السنين هو الأجود على مستوى العالم، إذ عرف بحياكته اليدوية وصناعته التقليدية، مفضيًا أناقةً وجمالاً، بما يتميز من تصميم؛ وجودة؛ ودقة عالية التطريز.
وعلى الرغم من تكلفته الباهظة، ودخول الآلات والوسائل الحديثة في تصنيع وإنتاج أنواع المشالح المختلفة؛ ظلت الصناعة اليدوية محافظة على شعبيتها بين الشخصيات والأعيان، الذين يفضلون لباسها بألوانها المتنوعة، مع ما تحمله من إرث تاريخي وثقافي ورمزية اجتماعية تعكس صورة وهوية المجتمع في السعودية.