أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، على أهمية الجهود الدولية لإيقاف هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر وضمان أمن الملاحة.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان اليوم السبت، أن الوزيرين ناقشا ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وحماية المدنيين.
كما ناقش بلينكن وبيربوك ضرورة بذل الجهود لمنع اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، على حد قول البيان.
يأتي ذلك فيما أعلنت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ-لويد" الألمانية للنقل البحري الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في غزة.
وقالت شركة "ميرسك"، في بيان: "عقب الحادث الذي استهدف (سفينة) ميرسك جبل طارق والهجوم الجديد ضد حاملة حاويات، طلبنا من كل سفن ميرسك في المنطقة التي يتوجب عليها عبور مضيق باب المندب، تعليق إبحارها حتى إشعار آخر". بدورها، أعلنت شركة "هاباغ-لويد" تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر "حتى الاثنين على الأقل".
وقالت المجموعة في بيان إنها "تعلّق حركة حاملات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى الاثنين"، مضيفة "سنقرر في وقت لاحق بشأن المرحلة المقبلة".
وأوضحت الشركة أن إحدى السفن العائدة إليها "كانت هدفا لهجوم أثناء إبحارها قرب سواحل اليمن"، مؤكدة أن ذلك لم يؤد الى سقوط "أي ضحايا".
ويأتي قرار شركة "ميرسك" بعدما حذّر الحوثيون من أنهم سيستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن ردا على الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أعلن الحوثيون استهداف سفينتي حاويات قبالة سواحل اليمن كانتا متجهتين الى إسرائيل هما "إم إس سي ألانيا" و"إم إس سي بالاتيوم".
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان: "نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية.. عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم كانتا متجهتين الى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين".
وأوضح أن استهداف السفينتين تمّ "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية".
وأوضح مسؤول أميركي في وزارة الدفاع لوكالة "فرانس برس": "نحن على علم بأن شيئا ما أُطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ضرب هذا المركب الذي تضرر. ووردت معلومات عن اندلاع حريق".
كما أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية UKMTO أن سفينة أصيبت بـ"جسم مجهول" ما أدى إلى اندلاع حريق من دون التسبب في وقوع إصابات.
ولفتت شركة الاستخبارات الألمانية الخاصة "آمبري" إلى أن شركة "هاباغ-لويد" لديها مكاتب في موانئ حيفا وتل أبيب وأسدود الإسرائيلية.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة "يجب أن تتوقف فورا هجمات الحوثيين التي تستهدف سفنا تجارية مدنية في البحر الأحمر".
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أن الحوثيين يشكلون "تهديدا ملموسا لحرية الملاحة".
وقال لصحافيين الجمعة خلال زيارة لإسرائيل إن "الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن كل أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد" مضيفا "الحوثيون يضغطون على الزناد (...) لكن إيران تسلمهم السلاح".
والأربعاء، حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من نشر قوات متعددة الجنسيات في البحر الأحمر الذي يعتبره منطقة خاضعة لنفوذ بلاده. وقال لوكالة "إسنا" الإيرانية "إذا اتخذوا قرارا غير عقلاني لهذه الدرجة سيواجهون مشكلات كبيرة".
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان رداً على سؤال عن عواقب هذه الهجمات في البحر الأحمر، إنه "قلق من خطر التصعيد" في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في أوسلو "منطقتنا معقّدة للغاية ولسنا بحاجة إلى اندلاع المزيد من النزاعات. نأمل أن نتمكن من تجنّب أي تصعيد جديد في منطقتنا".
وتسلك حوالى 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 % من التجارة الدولية.