الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - الأقدم في الرياض.. هذا ما لا تعرفه عن شارع سويلم الشهير

الأقدم في الرياض.. هذا ما لا تعرفه عن شارع سويلم الشهير

الساعة 09:04 صباحاً

 

تكتظ ذاكرة شارع السويلم في العاصمة السعودية الرياض بقواميس الفرح، بالنسبة لأولئك الذين خَبروا جغرافية المكان التي ترفل بحرير المرح، بصفتها وجهة قديمة لأشهر محال ألعاب الأطفال.


 

وسمي الشارع الشهير باسم "السويلم"، نسبة إلى إحدى عوائل الرياض التي سكنت بمقربة من الشارع، فيما اشتهرت تلك الأسرة بالعمل في مجال الأدوات الكهربائية، ويعد أقدم شوارع العاصمة، فيما يصل عمره نحو الستين عاماً، إذ يحتضن المحال التجارية لبيع ألعاب الأطفال القديمة والحديثة، سواء كانت " مفرق – جملة"، واللافت أنه يغذي متاجر الألعاب كافة في العاصمة والمملكة، حسب ما أكده متعاملون في السوق.

 

"العربية.نت"، تجولت في جنبات السوق التجاري الشهير الذي قضمت أعمال التأهيل والتطوير لمنطقة وسط العاصمة شيء من ملامحه، حتى يكتسي رداء عمرانيا يتميز بالحداثة، في إطار تحسين مظهر المنطقة وتشجيع تطويرها.

 

كما بدت محال الألعاب أثناء الجولة الميدانية هادئة نسبياً إلى حد ما، فمعظمها تبيع بالجملة بجانب المفرق أيضاً، بيد أنه بصفة قليلة يلاحظ حضور الزبائن إلى داخل متاجر الألعاب.

 

فيما لا يخلو المكان من أولئك العابرين الذين؛ إما قرروا بعضهم التعرف على زواياه، أو استعادة ذكرياتهم معه إن وجدت، أو حتى التبضع، في حين يبدو أن الشارع المبتسم ذاته بات مقطباً لحاجبيه بفعل انتشار الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الجيل الحالي.

 

ركود مبيعات لافت

ويؤكد العاملون لـ"العربية.نت" أن سوق ألعاب الجملة في شارع السويلم التجاري لم تعد يؤتى ثماره في الوقت الراهن، إذ تشهد المحال التجارية انخفاضاً لافتاً في نسب المبيعات، يقدره بعض أولئك العاملين بنحو 70% إلى 80%، وفيما يتضح جلياً سيطرة العمالة الوافدة على منافذ البيع والشراء بداخله.

 

إلى ذلك، يقول عبد الرحمن الزبيلي، بائع في محل ألعاب، إن معظم تجار الألعاب التجارية، في الوقت الراهن باتوا يفضّلون شراء بضائعهم من الصين، دون أسواق الجملة، ما أدى إلى انخفاض لافت في المبيعات.

 

المبيعات اليومية تصل 100 ألف

ومضى الرجل الذي قضى عقدين من عمره في جنبات السوق ممسكاً دفاتر المبيعات بيديه، شارحاً واقع السوق مشيراً إلى أنه في الأعوام الماضية، تسجل محال الجملة مبيعاتها اليومية بنحو 70 ألف إلى مائة ألف ريال، في حين أصبحنا الآن بالكاد نحقق أرقام المبيعات تلك لليوم الواحد.

 

ويضيف الزبيلي، بأن أرقام المبيعات الشهرية التي أصبحنا نحققها في الوقت الحاضر تصل إلى 100 ألف ريال بنهاية الشهر، على عكس السابق، ويعزو أسباب الانخفاض إلى شراء التجار بضائعهم من الخارج، فضلاً عن عدم سهولة وصول الزبائن للسوق ذاته.

 

انخفاض بـ70%

من جهته، يُقدّر عبد الرحمن حريب، بائع ألعاب، نسبة مبيعات محال الألعاب التجارية في سوق السويلم سابقاً بنحو 70%، فيما تشهد انخفاضاً لافتاً في اللحظة الراهنة، حسب قوله، ويتفق معه أبو حمد مؤكداً تراجع نسبة البيع بنحو 80%، مشيراً إلى أنه حتى أثناء المواسم مثل الأعياد لم يعد يشهد السوق إقبال لافتاً.

 

أما نائل عبد الرحمن الذي قضى 8 سنوات من حياته بائعاً للألعاب، فإنه يلفت إلى أن محال الألعاب في شارع السويلم تغذي متاجر العاصمة وحتى مدن المملكة كافة، بيد أن أرقام المبيعات تراجعت، فبعدما وصلت لـ600 أو 700 ألف ريال في الشهر الواحد في الأعوام الماضية باتت تتراجع الآن، فالألعاب كماليات بالنسبة للبعض، حسب رأيه.

 

السويلم.. تظاهرة فنية

وبعيداً عن الأرقام، فإن الشارع الشهير بصناعة الفرح يشهد تظاهرة فنية تعيد إحياء قيمته الثقافية، بصفته وجهة لألعاب الأطفال، عبر تنظيم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان "شارع السويلم الثقافي".

 

وبطريقة إبداعية، صمم المهرجان ليوضح الحقب الزمنية التي عاصرت الشارع، مستوحية شكله من الخط الزمني للأجيال بداية من الخمسينات وحتى الألفية، ويبدأ هذا الخط من مدخل المهرجان المصمم على شكل فيلم تصوير ملون، ليبين تجربة مفعمة بالحياة تجدد الذكريات، ثم يمر بجميع أقسام المهرجان بحسب تسلسل الحقب الزمنية، وينتهي الخط بمسرح الأطفال الذي سيستضيف أهم وأشهر العروض المسرحية، حيث تقدم عروضهم تلك في نهاية الأسبوع خلال مدة إقامة المهرجان.