الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - لماذا تتأخر المساعدات في الدخول إلى غزة وما هي الآلية المتبعة لتفتيش إسرائيل الشاحنات؟

لماذا تتأخر المساعدات في الدخول إلى غزة وما هي الآلية المتبعة لتفتيش إسرائيل الشاحنات؟

الساعة 05:27 مساءً

 

تعيش غزة وضعاً إنسانياً كارثياً في ظل حصار إسرائيلي خانق وفي ضوء آلية إسرائيلية معقدة لتفتيش شاحنات المساعدات التي تدخل إليها من معبر رفح الحدودي مع مصر.

 

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان في مؤتمر صحفي في مصر، الأحد، إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة، في حين قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن شدد في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على أهمية "تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكبير لتلبية احتياجات المدنيين في غزة".

 

وفيما تعزو مصر تأخر وصول المساعدات إلى ما تصفها بالإجراءات الإسرائيلية "المشددة"، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن المواد الغذائية والمياه والأدوية تصل عبر الحدود المصرية وإنهم يتوقعون زيادة الكميات، وفقا لرويترز.

 

قال مسؤول إسرائيلي، الأحد، إن إسرائيل ستسمح بزيادة المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة بصورة كبيرة في الأيام المقبلة ودعا المدنيين الفلسطينيين إلى التوجه إلى ما وصفها بمنطقة "إنسانية" بجنوب القطاع.

 

وقالت مسؤولة الاتصال في الهلال الأحمر الدولي، مي الصايغ، وفق موقع "الحرة" إن "الهلال الأحمر الفلسطيني استلم، الأحد، 10 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عبر معبر رفح البري، كما لا تزال الإجراءات سارية بشأن تسليم 23 شاحنة أخرى"، مؤكدة أن جميع الشاحنات جاءت من معبر العوجة البري، بعد تفتيشها من الجانب الإسرائيلي.

 

وقالت الصايغ إن عمليات التفتيش التي تجريها إسرائيل لشاحنات المساعدات قبل دخولها غزة "تم الاتفاق عليها بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة".

 

وأضافت أن "المساعدات تعبر في البداية من معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة وتتجه إلى معبر العوجة التجاري/ نيتسانا الذي يربط مصر بإسرائيل حتى تخضع للتفتيش من الجانب الإسرائيلي تمهيدا لدخولها قطاع غزة".

 

وتابعت أنه "بعد ذلك تعود الشاحنات التي تمت الموافقة على دخولها إلى معبر رفح لتدخل غزة، بينما تعود الشاحنات المرفوضة" إلى مصر.

 

وأوضحت الصايغ أن الاتفاق مع إسرائيل ينص على "إدخال 20 شاحنة من المساعدات يوميا إلى قطاع غزة، لكن في واقع الأمر عدد الشاحنات التي دخلت أقل من ذلك بكثير من دون إبداء أسباب واضحة لذلك" من جانب السلطات الإسرائيلية.

 

وبشأن العراقيل التي تواجهها شاحنات المساعدات، قال عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر، وهو أحد القائمين على إعداد قوافل المساعدات إلى غزة، كريم الصفتي: إن "الشاحنات تستغرق نحو 100 كم متر تقريبا من معبر رفح المصري إلى معبر العوجة/نتسانا، للتفتيش من الجانب الإسرائيلي ومن ثم العودة مرة أخرى إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، في حين أن من الممكن أن تتخذ هذه الشاحنات طريقا مباشرا من رفح في الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني في مسار لا يتعدى بضعة كيلومترات إذا ما سمح لها كما حدث في المرة الأولى من المساعدات".

 

وأضاف الصفتي أن "شاحنات المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى قطاع غزة توقفت مؤقتاً منذ الخميس عن العبور إلى محافظة شمال سيناء المصرية، نظراً لتكدس المعونات القادمة من النقل الجوي عبر مطار العريش، وامتلأت المخازن بالأطنان من المواد الغذائية والطبية، المستهدف عبورها إلى القطاع من خلال معبر رفح".

 

 وقال الطبيب في منظمة الصحة العالمية، مايكل فرانسيس، الموجود في رفح لمتابعة وصول المساعدات، إنه "قبل المواجهات الحالية، كان قطاع غزة يحتاج إلى 50 شاحنة مساعدات يومية لتغطية احتياجات سكانه، بينما يقدر مراقبون أمميون حاليا أن القطاع يحتاج أكثر من 100 شاحنة يوميا بسبب حجم الدمار الهائل".

 

وأضاف فرانسيس قوله: "هناك اتصالات وتنسيق مستمر بين مصر وإسرائيل، بوساطة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تخفيف قيود دخول المساعدات إلى غزة".

 

لكنه أشار إلى أن المشكلة تكمن في أن "الجيش الإسرائيلي يمنع دخول أية مواد قد يكون لها استخدام عسكري خوفا من وصولها إلى الفصائل الفلسطينية، وهذا بالطبع يتقاطع مع العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية".

 

وأوضح فرانسيس أن "إسرائيل فرضت آلية للتفتيش تستغرق وقتا بتوجيه الشاحنات إلى معبر العوجة التجاري على حدود مصر وإسرائيل لإخضاعها للتفتيش قبل إدخالها إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح".

 

وعقب تسلمه الشاحنات العشر، الأحد، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن إجمالي شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع 94 شاحنة مواد غذائية ومستلزمات طبية، مؤكدًا على عدم دخول شاحنات وقود حتى الآن.

 

وأوضحت الصايغ أن "هذا العدد منتظر ارتفاعه إلى 117 شاحنة بعد إنهاء إجراءات تسليم الـ23 شاحنة".

 

"وفي معبر العوجة، لا تزال هناك 17 شاحنة يجري تفتيشها من قبل إسرائيل، بدون الإعلان عن وقت محدد لإدخالها إلى غزة"، بحسب الصايغ.

 

وانتقد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، السبت، عمليات التفتيش التي تجريها إسرائيل لشاحنات المساعدات قبل دخولها غزة، قائلًا: "الإجراءات الإسرائيلية المتشددة تعيق تدفق المساعدات إلى أبناء القطاع، ليس معقولاً أن يُعاد تفتيش الحافلات بمعبر نتسانا الإسرائيلي، وأن تقطع كل حافلة مسافة 100 كم إضافية قبل دخولها إلى القطاع عبر معبر رفح".

 

 

وتحدث محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، السبت، عن وصول 5 آلاف و100 طن مساعدات إنسانية للعريش مخصصة لقطاع غزة من عدة دول ومن التحالف الوطني للعمل الأهلي.

 

وقال شوشة إن 55 طائرة من دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية وصلت إلى مطار العريش، تحمل نحو 1100 طن من المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية والإنسانية، فيما وصلت 280 شاحنة مقدمة من 20 مؤسسة أهلية محملة بنحو 4000 طن من المساعدات المتنوعة.

 

وفي ما يخص أماكن وطرق تخزين أطنان المساعدات، أوضح شوشة أنه تم تخزينها في 7 مخازن، مؤكدًا تخزين الأدوية التي تحتاج إلى التبريد أو التجميد، والتي وصلت على متن 8 طائرات من دول ومنظمات، في المخازن الإستراتيجية لمديرية الصحة بالمحافظة.

 

وقالت الصايغ إنه بسبب تكدس الشاحنات على الجانب المصري، فإن الهلال الأحمر المصري أبلغ الهلال الأحمر الدولي أنهم "اضطروا إلى استئجار مخازن تابعة لرجال أعمال في محافظة شمال سيناء بسبب امتلاء مخازن الفرع في العريش وكذلك استاد العريش الرياضي والصالة المغطاة، ومؤخرًا بدأ تخزين المساعدات في مخازن شركة مطاحن العريش، بالإضافة لخيمة كبيرة بالقرب من مطار العريش".

 

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل، الأحد، على حماية المدنيين في غزة وطالبت بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية على الفور، وسط غضب متزايد من ارتفاع عدد القتلى الناجم عن القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ ثلاثة أسابيع، وفقا لوكالة "رويترز".

 

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ضرورة دفاع إسرائيل عن نفسها لكن بطريقة تتماشى مع القانون الدولي الذي يكفل حماية المدنيين.

 

كما قال البيت الأبيض إن بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعهدا بتسريع تدفق المساعدات إلى غزة، اعتبارا من الأحد.

في 9 أكتوبر أحكمت إسرائيل حصارها على غزة قاطعة المياه والكهرباء والغذاء عن القطاع الذي كان يخضع أصلا لحصار بري وجوي وبحري منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007.

 

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف هويته، إن من المتوقع أن تدخل غزة "أكثر من أربعين" شاحنة مساعدات أخرى في وقت لاحق الأحد.

وأضاف "إسرائيل ملتزمة تعديل عملية التفتيش لتتمكن من فحص 100 شاحنة يوميا".

في ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار "النظام العام" مع انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.

في رفح جنوبي القطاع، يأسف سليمان الحوّلي لمشهد الحشود التي تتدافع للحصول على رغيف من مخبزه.

 

ويقول "أشعر بضيق عندما لا أستطيع منح الخبز للجميع"، موضحا أن "المخبز يَدويّ وينتج 30 ربطة في الساعة... هذا أقل من حاجة الناس بكثير".

 

وقالت عائشة إبراهيم (39 عاما) النازحة من شمال غزة "من الساعة الخامسة والنصف فجرا ننتظر دورنا في الخبز وربما لن يصل الدور لنا"، موضحة "هذا ليس أول مخبز... أقف بالدور على مخابز عدة وهذا الثالث... نشرب من مياه الحمامات... ونبقى عطشى ساعات طويلة".

 

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد من أن الوضع في غزة "يزداد يأسا ساعة بعد أخرى".

أوروبيا، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الحاجة إلى "دعم إنساني عاجل لغزة".