يترقب العالم احتمال شن إسرائيل اجتياحا بريا لقطاع غزة، حيث قال ثلاثة ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الأحد، إن التوغل البري في غزة كان سينطلق مطلع الأسبوع لكن تم تأجيله لبضعة أيام.
وقد نشرت الولايات المتحدة مجموعة من حاملات الطائرات والدبابات في المنطقة، مع مجموعة أخرى في طريقها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يعكس المخاوف من اتساع نطاق الصراع.
ما هي الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل؟
تحظى إسرائيل منذ فترة طويلة بدعم من الولايات المتحدة، بتمويل سنوي قدره 3.3 مليار دولار بتفويض من الكونغرس، بالإضافة إلى 500 مليون دولار أخرى للتكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ.
تعتبر إسرائيل بين الأفضل تسليحاً في المنطقة. وتضم قواتها الجوية الطائرة الأميركية المتقدمة من طراز F-35، وبطاريات الدفاع الصاروخي بما في ذلك صواريخ باتريوت أميركية الصنع، ونظام القبة الحديدية.
"طائرة F-35"
تستخدم الطائرة F-35، التي صنعتها شركة "لوكهيد مارتن"، تقنية يمكنها الطيران عبر الرادار وأنظمة الدفاع. يمكن للطائرة توجيه صواريخها الخاصة إلى الأهداف التي حددتها أثناء تحليقها في الجو.
أثناء إطلاقه، واجه برنامج F-35 تأخيرات وتكاليف عالية، حيث تم تأجيل الموعد المحدد من قبل أميركا 7 سنوات وتخطي التكاليف بنسبة 70% مقارنة بالميزانية، حسبما ذكرت صحيفة "أريزونا ريبابليك" في عام 2014. على سبيل المثال، كان لدى طائرة F-35A طلب شراء يبلغ حوالي 131.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، وكان لطائرات F-35 الأخرى نقاط سعر أعلى.
من المتوقع أن تنفق وزارة الدفاع الأميركية 1.7 تريليون دولار على ما يقرب من 2500 طائرة من طراز F-35 خلال العقود القادمة، وفقًا لتقرير مكتب محاسبة الحكومة الصادر في سبتمبر. واجه البرنامج مشاكل صيانة حادة، وتأخيرات في مستودعات الخدمة العسكرية، وعدم كفاية تكاليف المعدات للطائرات المقاتلة. وقدم التقرير عدة توصيات، دعا من بينها إلى الوضوح بشأن ما إذا كان ينبغي للحكومة أو المقاولين أن يتحملوا مسؤولية تكاليف الصيانة.
تكلف الخوذة وحدها لطائرة F-35 حوالي 400 ألف دولار في عام 2015، أي أكثر من أربعة أضعاف سعر خوذة طائرة F-16. وكان من المتوقع أن تصل تكلفة الخوذات في عام 2015 إلى مليار دولار على الأقل.
وغرد دونالد ترامب في عام 2016 (أي قبل أن يصبح رئيسا) إن "تكلفة برنامج F-35 خرجت عن نطاق السيطرة"، ووعد بأنه سيخفض التكاليف بمجرد توليه منصبه.
"القبة الحديدية"
يصف الخبراء شن حركة حماس هجوما واسعا مباغتا من غزة على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع فجر السبت 7 أكتوبر الجاري، ومباغتة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (القبة الحديدية) "بالأمر الغريب"، حيث تقدر نسبة اعتراضه بنحو 90%، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وكان أول اعتراض لها في أبريل 2011 عندما أسقطت صاروخ "غراد" تم إطلاقه من غزة على مدينة عسقلان الإسرائيلية.
يكتشف الرادار الحساس طلقات قادمة من مسافة تتراوح من 4 إلى 70 كيلومترا (2.5 إلى 43 ميلا) ويتنبأ بمسارها ونقطة تأثيرها. ويقوم مركز التحكم بمعالجة تلك المعلومات والاتصال بقاذفة تطلق صاروخا لتدمير الطلقة.
وتبلغ تكلفة كل صاروخ نحو 40 ألف دولار إلى 50 ألف دولار، وفقًا لباحث في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، بحسب تقرير لـ"بلومبرغ".
وكان لدى إسرائيل عشرة من البطاريات المتنقلة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، اعتبارا من منتصف عام 2021، وفقا لشركة المقاولات العسكرية الأميركية "Raytheon Technologies"، حيث بدأت في عام 2014 إنتاج القبة الحديدية بشكل مشترك مع منشئ النظام، أنظمة "رافائيل" الدفاعية المتقدمة الإسرائيلية.
تحتوي كل بطارية على ثلاث إلى أربع قاذفات بهدف الدفاع عن منطقة مأهولة تبلغ مساحتها 155 كيلومترا مربعا (60 ميلا مربعا)، وفقا لشركة "Raytheon Technologies".
تم تطوير القبة الحديدية في الأصل دون مساعدة الولايات المتحدة، ولكن في عام 2011، بدأ الحليف الرئيسي لإسرائيل في دعم البرنامج ماليا. وبمجرد استثمار الولايات المتحدة في مشروع القبة الحديدية، ضغط الكونغرس من أجل تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، وهذه هي الطريقة التي دخلت بها شركة "رايثيون" في المشروع.
واليوم يتم تصنيع بعض بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ في الولايات المتحدة. ويعد الدعم الأميركي للنظام جزءا من حزمة أكبر من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، والتي وفقا لاتفاق بين البلدين سيبلغ إجماليها 38 مليار دولار في الأعوام من 2019 إلى 2028.
"الجنود"
لدى إسرائيل حوالي 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، واستدعت حوالي 360 ألف جندي احتياطي للحرب، أي ثلاثة أرباع قدرتها المقدرة، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
كما تمتلك إسرائيل ناقلات مدرعة نقالة ودبابات، وأسطولًا من الطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات.
ما هي الأسلحة التي تمتلكها حماس؟
قامت العديد من الصحف الغربية بتحليل الصور ومقاطع الفيديو لمسلحي حماس خلال الهجوم المفاجئ الذي قامت بها على إسرائيل، للتعرف على الأسلحة المستخدمة. ويقول الخبراء إن العديد من الأسلحة تبدو وكأنها أسلحة نارية روسية أو صينية معدلة، يُفترض أنها تُركت في ساحة المعركة خلال العقود الماضية ووصلت في النهاية إلى حماس.
ومن بين أبرز الاستنتاجات، كانت امتلاك حماس صواريخ وAK-47 معدلة ورشاشات تعود للعهد السوفيتي، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار.
كما تمتلك حماس ما بين 15 إلى 20 ألف مقاتل، بحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وبحسب تقرير لـ"Global News"، تشمل ترسانة حماس بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية وأسلحة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى بنادق قنص بعيدة المدى.
وقال أحد كبار مسؤولي حماس علي بركة بحسب تقرير لـ"رويترز" أن في حرب غزة خلال عام 2008، كان الحد الأقصى لصواريخ حماس هي 40 كيلومترا (25 ميلا)، لكن ذلك ارتفع إلى 230 كيلومترا بحلول عام 2021.
وبحسب تقرير للجامعة البحثية "كولورادو بولدر" الأميركية، تبلغ تكلفة الصواريخ التي تطلقها حماس نحو 600 دولار للواحد منها، وبالتالي فهي أقل تكلفة بحوالي 100 مرة من تكلفة صواريخ القبة الحديدية التابعة لإسرائيل.
وتبلغ التكلفة الإجمالية التي تتحملها إسرائيل لإطلاق جميع صواريخها الاعتراضية حوالي 48 مليون دولار. وتمتلك إسرائيل ما لا يقل عن 10 بطاريات للقبة الحديدية، تحتوي كل منها على 60 إلى 80 صاروخًا اعتراضيًا. وبالتالي إذا أطلقت حماس 5 آلاف صاروخ فإن التكلفة ستكون 3 ملايين دولار فقط.
