حققت شركة "هواوي تكنولوجيز" نجاحاً كبيراً في الصين بأحدث سياراتها الكهربائية، مما جعل شريكها التصنيعي أكبر سهم في آسيا خلال الشهر الماضي، لتعطي جرس تنبيه قوي لمصنعي السيارات الكهربائية الدوليين مثل "تسلا".
تم تقديم أكثر من 50000 طلب لشراء سيارة "Aito M7" المُجددة في أول 25 يوماً منذ إطلاقها في سبتمبر. ويشيد المحللون بالنجاح المبكر الذي حققته سيارات الدفع الرباعي الكهربائية، والذي يُعزى جزئياً إلى جاذبية هواوي القوية بين المستهلكين في الصين حيث تمتلك شبكة كبيرة من متاجر البيع بالتجزئة.
وعلى صعيد مستثمري الأسهم أيضاً، ارتفعت أسهم شركة "Seres Group Co"، شريكة شركة هواوي لصناعة السيارات، بأكثر من 50% منذ إطلاق "M7"، مما يجعلها الأفضل أداءً على مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ. ويقارن ذلك بالانخفاضات في شركة "تسلا" وصانعي السيارات الكهربائية الصينيين بما في ذلك شركة BYD خلال نفس الفترة.
وكتب محللو مورغان ستانلي، بما في ذلك سيندي هوانغ، في مذكرة: "يجب على المستثمرين التركيز بشكل متزايد على الرياح المعاكسة المحتملة من سيارات هواوي الكهربائية الأخرى المقرر إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام".
تعد الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث شكلت السيارات الكهربائية 38% من مبيعات السيارات الجديدة في البلاد في أغسطس. وحققت شركات صناعة السيارات المحلية في البلاد مكاسب كبيرة على الساحة العالمية أيضاً، حيث تستعد شركة BYD الآن لتجاوز شركة "تسلا" في حجم المبيعات.
ومع ذلك، بعد ارتفاعها في وقت سابق من هذا العام، تراجعت أسهم السيارات الكهربائية الصينية في الأشهر الأخيرة وسط مخاوف بشأن التقييمات. كما أدت التهديدات التنافسية أيضاً إلى ردع المستثمرين، وقد تؤدي الأدلة على نجاح شركة هواوي غير المدرجة في البورصة إلى تأخير الانتعاش.
وتمثل سيارة "M7" تهديداً مباشراً لسيارات "L7 / L8" من شركة "Li Auto"، وسيارة طراز "Y" من تسلا، و"XPeng" G6 / G9. و"BYD Tang"، وفقاً لـ مورغان ستانلي. ويبدأ سعر سيارة Aito من 249.800 يوان (34.235 دولاراً).
وكتب هوانغ أن المستثمرين بحاجة إلى مراقبة عمليات إطلاق "Aito M9" ومركبة أخرى مدعومة من "هواوي"؛ وهي "Luxeed S7" قبل نهاية العام، حيث "ستتفاعل الأسهم أولاً قبل بيانات المبيعات الحاسمة".
في حين أن هواوي معروفة لمراقبي التكنولوجيا العالميين بموقعها في قلب التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن هواوي تتمتع بصورة إيجابية بين الجمهور الصيني، وغالباً ما يُنظر إليها على أنها رمز لاعتماد الأمة على نفسها في مجال التكنولوجيا. بعد عدة سنوات من تطوير المعرفة الخاصة بالمركبات الكهربائية، يُنظر إلى أن بصمتها الراسخة في متاجر الهواتف المحمولة تمنحها ميزة.
وقالت جوانا تشين، المحللة لدى بلومبرغ إنتليجنس: "إن سيارة M7 الجديدة تكتسب قوة جذب بسبب تقنيات ADAS وتقنيات الاتصال التي طورتها هواوي، والأسعار التنافسية بالإضافة إلى زيادة حركة المرور في صالة العرض التي يجلبها هاتف "Mate 60" الذكي الجديد من هواوي". وأضافت أن قدرات البحث والتطوير التي تتمتع بها الشركة، ومقرها شنتشن، وعلامتها التجارية، وشبكة المبيعات الموسعة، كلها أمور تساعد في الانطلاق القوي.