محمد القحوم موسيقار يمني الذي أبرز جمال وثراء الموسيقى اليمنية بكافة ألوانها من خلال حفلاته الموسيقية في كل من مصر وماليزيا وفرنسا حيث استقبل مسرح موجادور العريق في باريس حفلا موسيقيا ضخما على أنغام الموسيقى اليمنية والسيمفونيات التراثية ...
هجوم موسيقي يمني حلو على باريس:
أوركسترا يقودها شاب مبدع (الموسيقار محمد القحوم)، منفتح على موسيقى العالم،
وعلى تأطير نغم يمني أصيل ومتنوع ومتجدد فيه.
لحظات طيبة تنسى فيها الحرب والخراب الذي تعيشه اليمن.
طوابير افواج اللي جاءوا، "لمّات وزفّات"، من كل مكان في اوربا (من اليمنيين وغيرهم)،
واصطفوا لساعتين أمام مدخل مسرح موجادور،
سمح برؤية كثيرين من أحب الأصدقاء ممن يصعب رؤيتهم غالبا في الوقت نفسه،
أو ممن أراهم لأول مرة.
سعادة خالصة!
دام العرض الموسيقي ساعة وشوية فقط (قليل في الحقيقة)،
ولم يغط كل موسيقى مناطق اليمن لسوء الحظ،
(روعة سماع اسماء وموسيقى حضرموت، تعز، تهامة، صنعاء، يافع…
بس هل يُعقل أن يمر حفل كهذا دون سماع اسم عدن؟ وموسيقاها؟
معقول بجد؟!)
بس معليش، كان الحفل واعدا ولطيفا في كل الأحوال،
وإن كان بخيلا نسبيا.
اقحمتُ كلمة "بخيل" عمدا،
لأنه في هذا المسرح نفسه،
شاهدت وأنا طالب في بداية الدراسة الجامعية مسرحية "البخيل" لموليير،
لعب فيها الممثل الكبير ميشيل جالبرو دور البخيل، بطل المسرحية.
ربما حب المسرح انفتح من يومذاك،
لذلك موقع الحفلة كان حميما بالنسبة لي.
أعجبني في اداء القحوم أنه كان يتحرك على نحو طبيعي لطيف، مبتسم ومرح وإنساني جدا،
"يمني قُح"، مش "مزرور، حالته حالة" كقادة الاوكسترات اللي يأخذوا انفسهم مأخذ الجد أكثر من اللازم،
وهات يا تعالي وبرطَمَة و…
كالعادة، انزعج عندما لا أرى المرأة والبنت تحتل دورا كبيرا في العرض.
بس ماذا أعمل؟ اليمن بلد ديوك مشلولين !
لذلك، نحتاج لثورة نسوية، لتغزو المرأة كل شيء في حياتنا،
لنخرج من وضعنا اليمني الميت: جفاف عاطفي، توتر stress وجودي، شلل نصفي،
ووباء-حوثي-زنداني-عديني…
لمقاومة كل هذا البؤس والخراب،
نحتاج لموسيقى وحب ورقص ومسرح وغناء،
لحفلات ولقاءات دائمة،
لثقافة أدبية وعلمية تغزو حياتنا يوميا بقوة…