دقت دراسة جديدة ناقوس الخطر حول منظفات المنزل الشائعة والمتواجدة في منازلنا، بعد أن أشارت إلى أن استخدام مواد كيميائية في تنظيف منزلك أو مكتبك يمكن أن يشكل خطرا على صحتك، لكن اختيار المنتجات المناسبة قد يساعد في تخفيف المخاطر.
وبحسب ما أورده موقع "بيزنس إنسايدر" Business Insider، يمكن لمنتجات التنظيف التجارية الشائعة مثل البخاخات متعددة الأغراض أو معطرات الهواء أن تملأ الجو الداخلي برذاذ يتسبب بأمراض في الجهاز التنفسي، وفقا لباحثين من مؤسسة "Environmental Working Group"، وهي منظمة بحثية غير ربحية.
واختبر الباحثون 30 منتج تنظيف مختلفا، بما في ذلك بعض المنتجات التي تم تسويقها على أنها صديقة للبيئة وبعضها دون روائح إضافية. وقد تضمنت الدراسة تحليل منتجات، مثل منظف الأرضيات، ومنظف الزجاج، ومزيل البقع، ومنظف الحمامات على شكل بخاخات، ومناديل، ومساحيق الغسيل.
ومن بين العينات الثلاثين التي تم اختبارها، وجدوا أن هناك أكثر من 530 نوعا مختلفا من المواد الكيميائية، تسمى المركبات العضوية المتطايرة، والتي يتم إطلاقها على شكل غازات في الهواء عند استخدام المنتجات. وما يقارب نصف هذه المنتجات التي تم اكتشافها تعد خطرة على صحة الإنسان، وفقا للوائح في كاليفورنيا وأوروبا.
وتشمل المركبات العضوية المتطايرة مواد مثل الفورمالديهايد والتولوين والكلوروفورم، وهي مرتبطة بمشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو وسرطان الرئة، خاصة عندما يتعرض الناس لها بشكل متكرر مع مرور الوقت، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن المواد الكيميائية يمكن أن تشكل خطورة على الأطفال بشكل خاص، وقد تسبب مشاكل في النمو أو مشاكل عصبية أو زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان.
ووجد الباحثون أن العديد من المنتجات التي اختبروها تنبعث منها مواد كيميائية يمكن أن تصل إلى تركيز أعلى بكثير عند استخدامها في الداخل، مقارنة باستخدام المنتجات في الخارج. ووجدوا أيضا أن بعض المواد الكيميائية تبقى لأيام، أو حتى لفترة أطول، بعد الاستخدام.
ويمكن التقليل من التعرض للمواد الكيميائية الخطرة، عن طريق شراء منتجات "خضراء" من دون روائح مصنعة، حيث كشفت الدراسة أن بعض منتجات التنظيف التي تحمل علامة "خضراء" أو "صديقة للبيئة" قد تكون خيارا أكثر أمانا و أقل خطورة، من نظيراتها التقليدية. وبالمثل، فإن المنتجات غير المعطرة المصنوعة دون عطور مضافة، لها أيضا انبعاثات أقل.
ومن بين جميع المنتجات التي تم اختبارها، أنتجت تلك التي تحمل علامة "خضراء" و"خالية من العطور"، أقل نسبة من الأبخرة أي نحو ثماني مرات أقل من المنتجات التقليدية، وأربع مرات أقل من المنتجات الصديقة للبيئة التي تحتوي على عطور.
وتشير النتائج، إلى أن استخدام منتجات التنظيف الصديقة للبيئة وغير المعطرة، قد يساعد في التخفيف من المخاطر الصحية المحتملة للتعرض لهذه المواد الكيميائية، حيث إن التحول إلى منتجات التنظيف الخضراء يعد طريقة سهلة لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة. وقد يكون هذا مهما بشكل خاص لصحة النساء والأطفال.