تحولت فعالية "المولد النبوي" بالنسبة للحوثيين إلى موسم تجاري قبل أن تكون دينية، فقبل أن تضخ كومة من التعليمات الإلزامية على التجار بطلاء الأرصفة والأبواب، وتعليق المصابيح والأعلام واللافتات الخضراء، عكفت قياداتها قبل المناسبة، على توريد أطنان من هذه الاحتياجات، وجهزت في مطابعها ومحال الخياطة الخاصة بها مئات الآلاف من هذه المستلزمات المشروطة.
وذكرت وسائل اعلامية وثيقة صادرة من قيادة مليشيا الحوثي في مكتب الأشغال والطرق بمديرية رداع التابع لها تلزم كافة مُلّاك المحلات التجارية والمنشآت الخاصة بجميع فئاتها وأنشطتها بتجديد دهان الأبواب الجهتين الداخلية والخارجية باللون الأبيض المائي وتركيب ثلاث لمبات خضراء اللون أمام المحل.
وحسب الوثيقة، تلزم المليشيا مُلّاك المحلات التجارية والمنشآت الخاصة بطلاء بردورات الرصيف المحاذي للمحل وكذا الرصيف الوسطي للشارع العام مع تركيب خمسة أعلام متوسطة الحجم تحمل شعار المناسبة.
كما ألزمتهم بتركيب لافتة قماشية خضراء اللون مقاس 3 أمتار على واجهة المبنى تكتب فيها العبارات الرسمية الخاصة بالمناسبة، بالإضافة لتركيب زينة بإضاءة خضراء اللون على كامل واجهة المحل.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة، عن قيام قيادات حوثية بالعمل في تجارة بيع الأعلام واللافتات القماشية الخضراء وجهزت مئات الآلاف منها وفق المقاسات المطلوبة، لبيعها للتجار في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما قامت باستيراد أطنان من الطلاء الأخضر، ومئات الآلاف من مصابيح الإنارة الخضراء، لاستغلال المناسبة في بيعها للتجار ومثلهم في بقية مناطق سيطرتها، الذين الزمتهم بتنفيذ تعميماتها.
وترفض مليشيا الحوثي السماح بتعليق ما يخالف المواصفات التي حددتها، لضمان نفاد الكمية التي أغرقت السوق بها.
ويتخذ الحوثيون من المناسبات الدينية بدرجة كبيرة، وأبرزها "المولد النبوي"، فرصة لنهب أموال الناس، وابتزاز أصحاب المحلات التجارية، والتحشيد المجتمعي وخدمة مشروعها الطائفي، حيث تنفق المليشيات مليارات الريالات من أموال الشعب لإحياء تلك الاحتفالات منذ ثماني سنوات، بينما يموت الناس جوعاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها.