قال الوفد التركي في اجتماع جدة بشأن التسوية الأوكرانية إن مثل هذا اللقاء لا آفاق له دون وجود روسيا على طاولة المفاوضات، حسبما ذكرت صحيفة "حريت" التركية الموالية للحكومة.
وأشارت الكاتبة الصحفية هاندا فيرات في مقال لها بالصحيفة، إلى أن جميع الدول المشاركة في الاجتماع تنتظر عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وحل المشكلة المتعلقة بصفقة الحبوب.
ووفقا لفيرات، فإن تركيا أكدت في جدة ضرورة اتخاذ خطوات تجاه روسيا، فيما يقول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بدورهما: "لتعيد روسيا فتح ممر الحبوب وسنفعل ما هو مطلوب منا، وإذا لم نفعل، فلتغلق الممر مرة أخرى".
ومع ذلك، فإن الكثير يعتمد على موقف واشنطن، والمفاوضات تجري ليس في جدة فقط، وتبذل أنقرة جهودا دبلوماسية جادة في هذا الصدد، حسب الصحيفة.
وكتبت فيرات: "إذا لم تكن روسيا حاضرة في المحادثات فلن يتم التوصل إلى نتيجة وحل - وهذا ما تم إعلانه في جدة"، مشيرة إلى أن الوفد الصيني استخدم "عبارات مشابهة"، مؤكدا دور تركيا في عملية التفاوض.
وحسب "حريت"، فقد عارضت ألمانيا مشاركة موسكو في المفاوضات، معتبرة أن ذلك يجب أن يحدث "في الوقت المناسب" بعد توقف الأعمال القتالية.
وأشارت فيرات إلى أنه من المتوقع عقد الاجتماع المقبل للمشاركين في لقاء جدة في أكتوبر المقبل، مضيفة أنه "لن تكون مفاجأة إذا عقد ذلك الاجتماع في تركيا".
وقالت: "بالطبع مبادرة السعودية مهمة، كما أن تركيا تبذل قصارى جهدها، لكن من الواضح أن تركيا هي الوحيدة من يستطيع التحدث بصراحة مع جميع الأطراف. ولا ينبغي نسيان حقيقة أن أنقرة نظرا للجهود المبذولة حتى الآن والنجاحات (التي حققتها) وسياستها المتوازنة، هي اللاعب الأساسي في قضية إنهاء الحرب".
واحتضنت مدينة جدة يومي 5 و6 أغسطس مشاورات حول التسوية في أوكرانيا في غياب الجانب الروسي، حيث حضر الاجتماع ممثلون عن أكثر من 30 دولة، بينها البرازيل وبريطانيا والهند والصين والولايات المتحدة وتركيا وجنوب إفريقيا، والاتحاد الأوروبي.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اجتماع جدة لا يحظى بأي قيمة مضافة له، بمعزل عن مشاركة روسيا وأخذ مصالحها في الاعتبار.
المصدر: "نوفوستي"