يسود التوتر في الهند، الخميس، جراء أعمال العنف الطائفي التي أسفرت عن مقتل 33 شخصا في نيودلهي، بعد هجمات نفذتها مجموعات هندوسية على مسلمين احتجوا سلميا على قانون الجنسية.
ووفق وسائل إعلام محلية، فقد هاجم الهندوس المسلمين الذين تظاهروا ضد القانون الذي يستهدف تجريد العديد من المهاجرين المسلمين في البلاد من حقهم في التقدم بطلب للحصول على الجنسية.
وأصيب ما يقرب من 200 شخص خلال ثلاثة أيام من أعمال العنف في المناطق المأهولة بالمسلمين في شمال شرق دلهى، حيث اتهمت الشرطة بتجاهل الهجمات التي كانت أمام أعينهم.
وذكرت وكالة الأنباء الهندية أن إحدى ضحايا العنف كانت امرأة تبلغ من العمر 85 عاما ً كانت محاصرة في الطابق الثالث من منزل أسرتها بعد أن أضرمت مجموعة من المتطرفين الهندوس النار فيه.
وقالت الشرطة للسكان إنه لا يبدو من المرجح أن تخف حدة العنف في أي وقت قريب.
وقال رجل يدعى سهيل إسماعيل إن "الشرطة أخبرت أحد المسلمين من منطقتنا أن العصابات ستكبر وأن الشرطة لا تملك القوات الكافية لاحتوائها، لذا علينا جميعاً أن نغادر من أجل سلامتنا".
Elderly females are presenting to hospital with palpitations, anxiety & fear, they are crying for the loss of their loved ones in violence. I am stunned & don’t know how to console them, i had never thought that i have to see this inhumanity in my medical career #DelhiRiots pic.twitter.com/vXo54SklLw
— Harjit Singh Bhatti (@DrHarjitBhatti) February 26, 2020
وخلال الحوادث، هاجمت مجموعات مسلحة هندوسية مواقع وأشخاص يعرفون كمسلمين، مرددين شعار "جاي شري رام" الديني الهندوسي (شعار ابتهال بالاله الهندوسي رام).
وأحرق العديد من المساجد في المنطقة. ورفع علم هندوسي على مآذن أحد المساجد التي تعرضت للتخريب.
وأعربت الخميس المفوضة السامية في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه عن قلقها "من المعلومات التي تشير إلى عدم تحرك الشرطة أمام هجمات مجموعات أخرى ضد مسلمين".
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مودي على اندلاع أعمال عنف معادية للمسلمين.
اتهامات لمودي بتحويل الهند إلى بلد هندوسي
وكانت أعمال العنف التي شهدها هذا الأسبوع هي المرة الثانية في الحياة السياسية لمودي، وفي عام 2002، عندما كان رئيساً لوزراء ولاية غوجارات، قُتل أكثر من 000 1 شخص، معظمهم من المسلمين، في ثلاثة أيام من أعمال الشغب. وبرأت لجنة عينتها المحكمة مودي من تورطه في أعمال العنف.
وفي غياب حماية الشرطة، ذكرت صحيفة الغارديان أن بعض الهندوس يقومون بدوريات في المناطق الإسلامية لحماية السكان من العصابات ويرحبون بالمسلمين في منازلهم لحمايتهم.
Hindus and Muslims collecting burnt pages of Quran outside the Masjid that was vandalized in Ashok Nagar, Delhi yesterday.
— Kamran (@CitizenKamran) February 26, 2020
Such is the unity of India that BJP wants to break pic.twitter.com/j4U2qpM9bk
وعزز القانون مخاوف الأقلية المسلمة التي تعد 200 مليون نسمة من أصل 1,3 مليار نسمة في الهند، من تحويل المسلمين إلى مواطنين درجة ثانية في بلد يشكل فيه الهندوس نسبة 80 في المئة من السكان، ويعيش في السنوات الأخيرة توتراً سياسياً ودينياً.
ويتهم معارضو ناريندرا مودي رئيس الوزراء بأنه يريد تحويل الهند العلمانية إلى بلد هندوسي بشكل كامل. وأعيد انتخاب مودي الذي وصل السلطة عام 2014، بغالبية ساحقة العام الماضي. ودعا الأربعاء جميع الموطنين إلى "السلام والتآخي".
ويشير خصومه خصوصاً بأصابع الاتهام إلى الخطاب الناري الذي اعتمده مسؤولو حزبه خلال الحملة الانتخابية المحلية في دلهي مطلع العام.
ووصف مسؤولون من حزب "بهاراتيا جاناتا" المتظاهرين ضد قانون الجنسية بأنهم "جهاديين"، ودعا بعضهم إلى حبسهم أو قتلهم.
وانتقد قاضٍ في المحكمة العليا في دلهي بشدة الأربعاء الشرطة، ودعاها إلى التحقيق بالمسؤولين في حزب "بهارتيا جاناتا" المتهمين بتأجيج الكراهية. ونقل هذا القاضي ليلاً إلى محكمة في ولاية أخرى، ما أثار جدلاً شديداً.
واعتبر المفكر المعروف براتاب بهانو ميهتا في مقال نشر الخميس في صحيفة "إنديان إكسبرس" أن "لا شك أن الدولة كانت قادرة على وقف العنف بشكل أسرع إذا ما أرادت"، معرباً عن قلقه من أن يكون ذلك "تمهيداً لمجزرة، أو على الأقل عزل" للمسلمين في الهند.