عقد وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم العبد الله يوم الأحد، جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها والوفد المرافق إلى بغداد.
وتناولت جلسة المباحثات مجمل أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات تحقيقا للمنافع المشتركة للبلدين وشعبيهما وسبل الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في عدد من الميادين الحيوية والهامة لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتنموية منها.
وبحثا أيضا كل ما من شأنه تحقيق تطلعات وطموحات قيادتي وشعبي البلدين نحو المزيد من التطور والازدهار.
واتفق الوزيران خلال جلسة المباحثات على أهمية حل كافة الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها قضية استكمال ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق لما بعد العلامة 162، بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ويحقق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على الحد من عمليات تهريب المخدرات والصيد غير القانوني أو التعدي على الحدود السيادية والتعاون المشترك في هذا الإطار.
ورحب الطرفان بالخطوات الإيجابية والإجراءات التي تقوم بها اللجان الفنية المعنية بهذا الشأن.
كما تم بحث ملف رفات الكويتيين والأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني الكويتي.
وأثنى الشيخ سالم العبد الله بالجهود التي تتخذها حكومة العراق نحو العثور على رفات الكويتيين وقضية الأسرى والمفقودين، مشددا على ضرورة إنهاء هذه القضية الإنسانية.
كما أكد الوزير كذلك على أهمية مواصلة الجهود لاسترجاع كافة الممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني الكويتي والانتهاء من هذه الملفات واستكمال كافة أركانها.
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي على الالتزام الصادق والعمل الفاعل تجاه الوصول إلى النتائج المرجوة نحو تحديد مصير جميع الأسرى والمفقودين وتذليل كافة العقبات في هذا الإطار، مشيرا إلى أن بغداد قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال وأنه لن يدخر جهدا تجاه إعادة كل الممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني وإنهاء كل الملفات العالقة بين البلدين.
وصرح بأن ملف النفط والحقول المشتركة كانت جزءا من المباحثات، مشيرا إلى أن الإطار الصحيح لحل المشكلات هو الحوار.
وبالإضافة إلى ذلك، تناولت جلسة المباحثات آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والمتغيرات الجيوسياسية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة وتبادل الأفكار والرؤى حول إيجاد أنجع الحلول للأزمات والتحديات إقليميا ودوليا والتي لاقت جميعها تطابقا واضحا وتقاربا كبيرا في الرؤى والتوجهات.
وأكد وزيرا خارجية البلدين على أهمية تعزيز التعاون المشترك ودعم المساعي الدولية لحفظ أمن وسلامة المنطقة واستقرارها مع تشديدهما على ضرورة استمرار الحوار ودعم كافة الجهود التي من شأنها تعزيز استتباب الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وبما يعزز المصالح المشتركة لشعوب المنطقة وبلدانها ويدعم التواصل والتعاون البناء والحوار بينها.
وأفادت صحيفة 'الراي" الكويتية بأن الوزير العبد الله أعلن عن قرب فتح ملحقية تجارية في قنصلية الكويت بالبصرة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع حسين أن العراق بلد جار وتربطنا معه علاقات تاريخية متجذرة وقوية.
كما لفت إلى ضرورة العمل على إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، موضحا "أننا وجدنا تطابقا لوجهات النظر مع الجانب العراقي".
وأعرب عن حرص الكويت على إعادة الأمور إلى نصابها بالعلاقة التجارية التاريخية.