أكد الرئيس التنفيذي لبوينغ العالمية الدكتور براندن نيلسون، أن المملكة العربية السعودية عميل مهم لنا، وهي شريك أيضاً في شركة بوينغ العالمية، ونحن ملتزمون بالكامل بدعمها من أجل تحقيق رؤيتها الطموحة 2030 في مجال الطيران.
وقال الدكتور براندن نيلسون في حديث خاص لـ"العربية.نت"، إن المملكة تركز بشكل أساسي في الطائرات التي تطلبها على الطائرات ذات الهيكل العريض، أي الطائرات الأكبر حجماً ذات الممرين مثل 777 و787.
وأكد أن "طيران الرياض الجديد قام بطلب 72 طائرة متنوعة من طراز 787، بينما طلبت أيضاً شركة الخطوط السعودية 39 طائرة من طراز 787، بالإضافة إلى خيارات أخرى تصل إلى 10 طائرات إضافية، ليصل إجمالي الطائرات من السعودية 121 طائرة، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 35 مليار دولار، وسنعمل على تسليم هذه الطائرات في الوقت المحدد، متجاوزين بعزيمتنا تحديات الإمداد التي نواجهها".
وتابع: "نحن نتنافس الآن مع شركة أخرى للفوز بعقد السعودية لتوفير طائرات الهيكل النحيف 737 لشركات الطيران السعودية"، مبيناً أن المفاوضات على ذلك العقد قائمة حتى الآن وهي سرية، ونحن واثقون من تحقيق ذلك بسبب درجة اعتمادية طائراتنا الاستثنائية والأسعار المناسبة التي نعرضها على المملكة".
وأوضح "مسألتا التنفيذ والتسليم للطائرات التي طلبتها الشركات السعودية في الوقت المحدد مهمة للغاية بالنسبة لنا، ولكننا لا نسعى للإنتاج السريع على حساب الجودة أو الأمان، بل نحرص على ضمان تطابق سلاسل الإمداد لتلبية متطلبات تسليم الطائرات للشركات السعودية".
توقعات بوينغ لمنطقة الشرق الأوسط
وقال: "إن توقعاتنا لمنطقة الشرق الأوسط للعشرين عاماً القادمة هي أن المنطقة ستحتاج 3 آلاف طائرة جديدة، وإذا ما فكرنا بالأمر فإن السفر لمدة 8 ساعات جواً من أي من المطارات الكبرى في الشرق يغطي 80% من سكان العالم، و70% من مناطق النمو الاقتصادي المستقبلي في العشرين عاماً القادمة".
وأضاف "بما أن النمو الاقتصادي يقدر بأن يكون 2.7% سنوياً للعقد القادم في منطقة الخليج، فإن السفر الجوي سيزداد بنسبة 4% سنوياً، ما يجعل أن منطقة الشرق الأوسط مهمة جداً في العالم وهي عميل مهم جداً لشركة بوينغ".
شركة تصنيع الطائرات الصينية
وقال فيما يتعلق بشركة تصنيع الطائرات الصينية "إن الصين قوة عظمى وعادت للبروز مع اقتصاد قوي جداً، حيث يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار شخص. ونحن ندعم تطوير وبناء الصين لطائراتها بنفسها، فطائرة كوماك سي 919 طائرة جيدة وآمنة برأينا، وربما بحلول 2050 يسيطرون على 10% من السوق. ولكن عندما نفكر في مدى حجم سوق الطيران الذي أصبح عليه فهذا يعني وجود أعمال إضافية للجميع، سواء لشركة بوينغ أو لشركة كوماك وبالتأكيد منافسنا الرئيسة".
وقال: "مرت بوينغ بتحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة فيما يخص الحوادث وكذلك الجائحة العالمية، إلا أن وضعنا الحالي قوي جداً بعد أن ارتفع الطلب على الطيران التجاري بشكل خاص إلى مستويات قياسية مع تجديد شركات الطيران لأساطيلها ومع الزيادة الكبيرة في استثمارات البيئة الجيوسياسية بشكل كبير عالمياً في مجال الدفاع".
100 مليار دولار أميركي
وأبان "نتوقع أن أرباحنا للعامين 2025 و2026 ستبلغ ما يقارب 100 مليار دولار أميركي، ونتوقع أرباحاً تشغيلية بنسبة 10%، وتدفقا نقديا حرا في عامي 2025 و2026 بحوالي 10 مليارات دولار أميركي، وسنستثمر 3 مليارات منها في البحث والتطوير".
وأشار إلى أننا في الشركة نبذل كل ما في وسعنا لإزالة انبعاثات الكربون من صناعتنا وقطاعنا للوصول إلى طيران مستدام، حيث إن قطاع الطيران يساهم في 2.6% من انبعاثات غاز التدفئة العالمي، وحوالي 12% من قطاع النقل".
ونعمل على تقديم وقود الطيران المستدام وعلى الكهرباء والهيدروجين أيضاً والتكنولوجيا الجديدة التي تساهم في تحسين كفاءة أداء الطائرات وأسلوب تشغيل شركات الطيران لطائراتها، وتقديم التكنولوجيا الجديدة التي تساعد في إزالة انبعاثات الكربون بالكامل. وإحدى هذه التكنولوجيا الأساسية هي "ويسك"، وهي المركبة الحضرية ذاتية القيادة، ونحن في مراحل متقدمة من تطوير تلك الطائرة التي ستتميز بنفس معايير السلامة الخاصة بالطائرات التجارية، ونعمل مع الجهات التنظيمية حول العالم للحصول على شهادات اعتماد لها.
ونعمل أيضاً مع وكالة الفضاء الأميركية لتطوير أجنحة طائرات تمكنها من الطيران بسرعة تقارب سرعة الصوت إلى جانب تكنولوجيا محركات من الشركات المصنعة للمحركات، ونحن على ثقة من أنها ستنجم عن كفاءة عالية في السفر الجوي وخفض كبير في انبعاثات الكربون، واستهلاك وقود أقل، وسنطلق هذه الطائرة في أواسط عام 2030. وإلى جانب كل ذلك لدينا الكثير من الأعمال السرية الخاصة بالقدرات العسكرية مع وزارة الدفاع الأميركية.
والتحديات بشكل عام تشكل إزالة انبعاثات الكربون من قطاع الطيران، وهذه أولوية قصوى لشركة بوينغ، وإلى جانب ذلك هنالك تحديات في سلاسل الإمداد والتي نتوقع أن تستمر لغاية عامي 2023 و2024. ومن أجل تقليص تحديات سلاسل الإمداد نستثمر مواردنا للعمل مع موردينا، كما نستنسخ سلاسل الإمداد في بعض المناطق استجابة للتبعات الجيوسياسية الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا، كما نقدم التكنولوجيا الجديدة لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.
والتحدي الآخر الذي نواجهه بشكل عام هو سوق العمل، فبعد خروجنا من الجائحة بدأنا نشهد أسواق عمل ضيقة جداً في مناطق عديدة من العالم، وبات توظيف الأشخاص الذين نحن بحاجة إليهم من أجل تلبية متطلبات عملائنا يمثل تحدياً بالنسبة لنا، وبلا شك نحن نعمل في بيئة معقدة جداً مع تحول الطاقة الكبير الذي نشهده، وفي بعض مناطق العالم نواجه زيادة كبيرة في أسعار الطاقة، ومع كل ذلك نحن نضمن الاستثمار في الأبحاث والتكنولوجيا من أجل عولمة عملنا لضمان تحول شركتنا إلى شركة عالمية بحق. ومن أجل تحقيق ذلك نحن نطور الإمكانات الهندسية خارج الولايات المتحدة، ونستثمر في المراكز الهندسية، ولدينا 17 منها حول العالم الآن، وكذلك مراكز الأبحاث والتكنولوجيا وكذلك المساهمة في الاستثمار في دول لديها أسواق كبيرة وتوطين أعمالنا في تلك الدول. هذه بعض التحديات التي نواجهها.