تفاجأ محمد عمر، من أبناء محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، بتقليص السلة الغذائية التي يتسلمها من مركز التوزيع التابع لبرنامج الغذاء العالمي في المنطقة التي يقطن فيها بضواحي مدينة المكلا.
وعلى مدى الفترة الماضية، اعتاد محمد عمر، على تسلم سلة غذائية متكاملة كل شهر، تسد حاجته من الغذاء، كونه من الفئات المحتاجة المستهدفة ضمن برنامج المساعدات الغذائية التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة في مختلف المحافظات اليمنية.
يقول محمد لـ"نيوزيمن": منذ مطلع العام الحالي، تقلصت السلة الغذائية التي يتسلمها شهريا، وأصبحت لا تكفي لأيام بعد أن كانت تؤمن له المواد الأساسية لنحو شهر، مضيفا: في السابق كنا نتسلم مواد متنوعة وأساسية وبكمية تكفي الأسرة من الأرز والسكر والدقيق والزيت والملح والبقوليات، لكن اليوم أصبحت السلة الغذائية تقتصر على كمية بسيطة جدا من تلك الأشياء وايقاف توزيع بعض المواد من السلة.
وأشار إلى أن "السلل الغذائية تقلصت بشكل كبير جدا، وأصبحنا نتسلم نصف كمية الدقيق والزيت وبقوليات، وتم قطع الأرز والسكر وباقي المواد التي كانت توزع سابقاً".
بدوره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أكد أن برنامج الغذاء العالمي (WFP) اضطر إلى تخفيض مساعداته الغذائية خلال الربع الأول من العام الجاري بسبب نقص التمويل. حيث حصل المستفيدون على حصص غذائية مخفضة في كل دورة توزيع، بما يعادل 65% من السلة الغذائية المعيارية، وإذا ما استمر ذلك فسيضطر إلى إجراء المزيد من التخفيضات خلال الفترة المقبلة.
وأوضح المكتب الأممي في تقريره الأخير الصادر قبل أيام، أن شركاء العمل الإنساني في مجال التغذية (المساعدات الغذائية والتغذوية، والتغذية المدرسية، والقدرة على الصمود، وسبل العيش) سيضطرون إلى تقليص معظم أنشطتهم وخدماتهم الضرورية للفترة القادمة (مايو - أكتوبر) 2023، بسبب أن "خطتهم القائمة على الاحتياجات ممولة بنسبة 20% فقط لهذه الفترة، مما سيلحق الضرر بملايين الأشخاص ذوي الاحتياج".
وبحسب التقرير فإن منظمات الإغاثة في اليمن تواجه نقصاً كبيراً في التمويل وسط تزايد الاحتياجات الإنسانية، الأمر الذي يعرض الاستجابة المنقذة للأرواح لملايين الأشخاص للخطر"، موضحا أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن 2023، لم يتم تمويلها في الربع الأول من هذا العام سوى بنسبة 10.4% فقط من إجمالي 4.3 مليار دولار مطلوبة لتلبية الاحتياجات الملحة لـ17.3 مليون شخص من الفئات الأشد ضعفاً، مما أجبر منظمات الإغاثة على تقليص أو إغلاق برامج إنسانية ضرورية.