الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - دولي - تحذير أممي من خطر تصعيد "وشيك" بسوريا بسبب تركيا وروسيا

تحذير أممي من خطر تصعيد "وشيك" بسوريا بسبب تركيا وروسيا

الساعة 10:46 مساءً (ANN)

 

حذّرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول التطورات في سوريا، من "خطر تصعيد وشيك" في شمال غرب هذا البلد بعد التصريحات الأخيرة لتركيا وروسيا.

وقال المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون: "لا يمكنني الحديث عن أي تقدم لوضع حد لأعمال العنف في الشمال الغربي أو لإحياء العملية السياسية"، موضحاً أن موسكو وأنقرة لم تتوصلا إلى "أي اتفاق" رغم محادثات مكثفة بينهما، وتصريحاتهما الأخيرة "توحي بخطر تصعيد وشيك".

 

وكانت موسكو حذرت الأربعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن هدد بشن هجوم عسكري في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد في إدلب (شمال غرب سوريا).

التفاهم الروسي التركي ضرورة

وقد دعا بيدرسون إلى "وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سوريا"، شارحاً أن "الأعمال القتالية في سوريا تدور في مناطق ذات كثافة سكنية عالية مثل مدينة إدلب ومعبر باب الهوى الحدودي، والذي يعد من بين أكثر المناطق التي تشهد تجمع المدنيين النازحين في شمال غرب سوريا، كما أنه بمثابة شريان حياة إنساني".

وأضاف أنه "من المحتمل حدوث المزيد من النزوح الجماعي والمزيد من المعاناة الإنسانية الكارثية، حيث يتكدس عدد متزايد من الأشخاص في مكان يتقلص باستمرار".

واعتبر بيدرسون أنه "من الضروري إيجاد تفاهم روسي تركي لخفض التصعيد في سوريا".

ورأى أن روسيا وتركيا، باعتبارهما راعيين لوقف إطلاق النار في إدلب، "بإمكانهما بل ويجب عليهما القيام بدور رئيسي في إيجاد وسيلة لتهدئة الوضع الآن" بالرغم من أن الاجتماعات بين وفود البلدين في أنقرة وميونيخ وموسكو في الأيام الأخيرة والاتصالات بين الرئيسين لم تسفر عن نتائج.

من جهة أخرى، أعرب المبعوث الأممي عن قلقه من "عودة أنشطة داعش الإرهابية في شمال شرقي سوريا".

أما في ما يخص العملية السياسية في سوريا، فقال بيدرسون: "نواصل الضغط للتوصل إلى تهدئة تسمح بإطلاق العملية السياسية من جديد". كما طالب النظام بالإفراج عن النساء والأطفال والكشف عن مصير المفقودين.

غارات على مخيمات النازحين

من جهته، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة مارك لوكوك مقتل أكثر من 100 مدني منذ بداية الشهر الجاري في شمال شرق سوريا، غالبيتهم من الأطفال.

وأشار أيضاً لفرار أكثر من 160 ألف سوري خلال الشهر الجاري بسبب الأعمال القتالية، مضيفاً أن الغارات الجوية استهدفت مخيمات للاجئين في إدلب.

وذكّر بأن 900 ألف شخص نزحوا في محيط إدلب منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مضيفاً أن "أكثر من 500 ألف منهم أطفال". تابع: "يفر السكان في ظروف فظيعة".

كما قال لوكوك إن "الكارثة الإنسانية التي تتكشف" في محافظة إدلب خيمت على جهود تقديم المساعدات.

وأكد أن مئات الآلاف من الفارين من هجوم النظام السوري يتكدسون في مناطق أصغر من أي وقت مضى بالقرب من الحدود التركية "في ظل ظروف مروعة" وسط درجات حرارة تقل عن الصفر تقتل أطفالاً وصغاراً.

وأضاف: "كثير منهم يسيرون على الأقدام أو على ظهر شاحنات في درجات حرارة أقل من الصفر، وسط المطر والثلوج.. إنهم ينتقلون إلى مناطق مكتظة بشكل متزايد يعتقدون أنها ستكون أكثر أماناً. لكن في إدلب، لا يوجد مكان آمن".

في سياق متصل، قال لوكوك إن نحو 50 ألف شخص اتخذوا ملاجئ تحت الأشجار وفي الأماكن المفتوحة، مضيفاً: "أتلقى تقارير يومية عن موت أطفال في البرد".

كما تحدث لوكوك عن "ارتفاع أسعار السلع الغذائية بأكثر من 70% بسبب موجات النزوح من إدلب وحلب". وأضاف: "ننسق مع تركيا والنظام لإيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين".

واشنطن تريد عزل الأسد سياسياً واقتصادياً

من جانبها أكدت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن أن "المواجهات التركية الروسية في سوريا تسببت في نزوح الآلاف"، إلا أنها أكدت دعم واشنطن لتركيا في مواجهة تصعيد النظام في إدلب.

كما اعتبرت أن "النظام السوري وإيران وروسيا يتحدّون القرارات الأممية في سوريا.. ويقوضون الحل السياسي للأزمة السورية".

وأخيراً شددت المندوبة الأميركية على ضرورة "العمل مع الحلفاء لعزل نظام الأسد سياسياً واقتصادياً".

من جهتها، وجهت ألمانيا نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ليتدخل لوقف النزاع في سوريا. وقالت برلين، مدعومةً من لندن، إن عملية أستانا انتهت.

من جهته، دان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا دعوة لوكوك لإلقاء مداخلة في اللحظة الأخيرة في جلسة كان هدفها درس الشق السياسي للملف السوري، على قوله.

وطلب نيبينزيا من الغربيين التوقف عن "حماية المجموعات الإرهابية" و"لعب ورقة معاناة" المدنيين "فور تعرض مجموعات ارهابية للتهديد"، حسب تعبيره.

من جانبها دعت فرنسا إلى "تحرك جماعي" لأنهاء ما وصف بأنه "أكبر أزمة انسانية منذ بداية النزاع في سوريا" في 2011.