يُنتظر أن يستأنف طرفا الصراع في السودان، اليوم الأحد، المحادثات في جدة بشأن كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية، وفق ما كشفت عنه وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤول دبلوماسي سعودي. وأوضحت الوكالة أن المحادثات ستركز على سحب القوات من المناطق المدنية، إضافة إلى فتح ممرات آمنة وإخلاء المناطق المدنية.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" باندلاع اشتباكات عنيفة صباح اليوم بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان ووسط الخرطوم، وسط غارات عنيفة للطيران الحربي في أم درمان والخرطوم.
يأتي ذلك فيما حذر حزب المؤتمر السوداني من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة، مع غياب أجهزة الدولة، ودعا إلى التنفيذ الفوري لإعلان جدة الذي وقّعه ممثلو الجيش والدعم السريع مؤخرا.
وقال الحزب في بيان، إن ميليشيا مسلحة شنّت هجوما على مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور أمس، تسبّب في سقوط عدد من الضحايا المدنيين.
وقال البيان إن غياب أجهزة الدولة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة دفع المواطنين للتسلّح للدفاع عن أنفسهم، فيما انعدمت كل الخدمات الأساسية، الصحية منها والخدمية مثل مصادر المياه.
تمديد الإغلاق الجوي حتى نهاية الشهر
وفي السودان أيضا، ومع تجدد الاشتباكات، مدّدت سلطة الطيران المدني في السودان أمس إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى نهاية الشهر الجاري، وقالت الهيئة في بيان، إنه تقرّر تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 31 مايو.
وتستثنى من ذلك رحلاتُ المساعدات الإنسانية ورحلاتُ الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة.
هذا وتتواصل تداعيات الحرب الدائرة بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وتزداد معها معاناة المواطن السوداني.
اتهامات بانتهاك إعلان جدة
واتهم الجيش السوداني، السبت، قوات الدعم السريع بخرق إعلان جدة عبر استخدامها المدنيين دروعا بشرية والمساكن والمرافق العامة كمنصات للهجوم. وأشار بيان للجيش السوداني إلى استخدام المواطنين كدروع بشرية من قبل قوات الدعم السريع، الذين يتخذون من المساكن والمرافق العامة منصات للهجوم على قوات الجيش.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع دخلت كطرف في الصراع القبلي في ولاية غرب دارفور وقصفت عددا من القرى ما أدى لسقوط قتلى.
ويشهد السودان اشتباكات منذ منتصف أبريل الماضي بين قوات الجيش والدعم السريع بعد انهيار محادثات الاتفاق الإطاري.
يعبر آلاف الأشخاص يومياً الحدود نحو مصر، بشكل أساسي. كما وصل عشرات الآلاف إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا، وهي دول لم تتلق من أجلها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "أكثر من 15%" من الأموال التي تحتاجها للعمل قبل الحرب.
ودعت وزارة الخارجية السودانية، السبت، في بيان المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية و"الهيئة لحكومية للتنمية" (إيغاد) إلى تقديم "مساعدات إنسانية" في مواجهة "الوضع الإنساني السيئ".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يؤدي اتفاق جدة إلى "بدء عمليات الإغاثة بسرعة وفي أمان". ودعا مجددا إلى وقف فوري لإطلاق النار و"محادثات لوقف دائم للقتال".