الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - طيران الإمارات.. أربعة عقود من التحليق في أجواء التميُّز والريادة

طيران الإمارات.. أربعة عقود من التحليق في أجواء التميُّز والريادة

الساعة 01:16 مساءً

 

شغف التميز والريادة الذي ميّز فكر ونهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منذ وقت مبكر من توليه ولاية العهد في إمارة دبي، هو العنوان العريض للإنجازات التي حققت بها دبي مكانتها العالمية، حيث أراد سموه لهذه المدينة الواقعة على ضفاف الخليج العربي أن يكون لها شأنها كنموذج للمدن العالمية سريعة التطور، وهو ما كان بفضل رؤية ومتابعة سموه وحرصه على إطلاق المشاريع الضخمة التي تجاوزت وقت إطلاقها سقف التوقعات، إلى الحد الذي دفع البعض للتشكيك في جدواها وقيمتها، غافلين عما ستؤول له تلك المشاريع من مكانة عالمية كبرى، ومن تلك المشاريع "طيران الإمارات" التي تعد اليوم من أكبر وأهم خطوط الطيران في العالم.

 

وجاء إعلان مجموعة الإمارات، التي تضم "طيران الإمارات" و"دناتا"، عن نتائجها القياسية للسنة المالية 2022-2023، لتقدم للعالم برهاناً جديداً على أن الأساس الراسخ الذي ارتكز إليه بنيان نهضة دبي الحديثة هو الضمانة التي تكفل لها تخطي كافة الصعاب والمعوقات وتمكنها من القفز فوق التحديات مهما عظمت. وها هي طيران الإمارات تبهر العالم بنتائج قياسية، رغم ما تعرضت له صناعة الطيران في العالم من تأثيرات أزمة جائحة كورونا، والتي كان قطاع الطيران من أكثر القطاعات تأثراً بها.

 

فقد حققت المجموعة أرباحاً قياسيةً جديدة، وسجلت كلٌ من طيران الإمارات ودناتا ارتفاعات كبيرة في الإيرادات، مع توسع عمليات النقل الجوي والسفر بعد إزالة جميع القيود المتعلقة بالجائحة تقريباً في مختلف بقاع العالم. ووصلت أرباح مجموعة الإمارات إلى 10.9 مليارات درهم (3.0 مليارات دولار أميركي) بينما بلغت إيرادات المجموعة 119.8 مليار درهم (32.6 مليار دولار)، بارتفاع نسبته 81% عن نتائج السنة السابقة. وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 42.5 مليار درهم (11.6 مليار دولار) وهي الأعلى على الإطلاق، بنمو نسبته 65% عن السنة السابقة.

 

ومع دخول دبي مطلع العام الجاري في مرحلة تنموية جديدة حددت معالمها خطة طموحة تضمنتها "أجندة دبي الاقتصادية D33" بأهدافها الساعية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي وجعلها من أكبر ثلاث مدن اقتصادية في العالم ومن أهم 3 وجهات عالمية للزائرين في مجالات السياحة التخصصية والأعمال بحلول 2033، سيكون لطيران الإمارات إسهامها الملموس في تحقيق تلك الأهداف الطموحة بما تملكه من استراتيجية واضحة ومرونة في التعامل مع المتغيرات العالمية مكنتها من الحفاظ على مكانتها بين كبرى شركات الطيران في العالم.

 

قيادة مُلهِمة

 

ويؤكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن القيادة المُلهِمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جعلت مؤسسات دبي، سواء من القطاع الخاص أو الحكومي، في سباق دائم في مضمار التميز، لا تعترف بكلمة "مستحيل" بل إنها محتها من قاموس مفرداتها، ليكون الفوز والانتصار والنجاح، هي الكلمات الأكثر حضوراً في قاموس دبي، ودليل كل من يعيش على أرضها نحو مستقبل واعد ومبشِّر تسعى جاهدة أن تكون شريكاً مُؤثراً في صُنعِه.

 

ويستذكر سمو الشيخ أحمد بن سعيد الأيام الأولى لإطلاق طيران الإمارات مشيراً لما أورده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة تأسيسها، في كتابه "قصتي" الذي أفرد فيه فصلاً بعنوان "شركة طيران في دبي" حول النهج الذي أسسه الشيخ محمد بن راشد لطيران الإمارات منذ يومها الأول، وحتى قبل أن تقلع أولى رحلاتها، وهو نهج قائم على المنافسة العادلة بعيداً عن أي مميزات تحمي الشركة الوليدة من المنافسين العالميين.

 

وقد قطعت طيران الإمارات أميالاً طويلة في تحليقها في فضاء التميز، منذ أن أمَرَ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العام 1984، وكان آنذاك وزيراً للدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، باستحداث شركة طيران لدبي، حيث تم إعداد الخطة واختيار الاسم الغالي "الإمارات" ليزيّن هامة خطوط الطيران الواعدة قبل نهاية ذلك العام، لتنطلق أولى رحلاتها في 25 أكتوبر 1985 بطائرتين مستأجرتين من طراز بوينج 737 وإيرباص 300 B4، بدون أي دعم حكومي أو حماية تأسيساً لمبدأ الأجواء المفتوحة، لتمتلك في العام 1987، أول طائرة مملوكة للشركة وكانت من طراز إيرباص A310-304، لتنمو وجهاتها خلال خمس سنوات إلى 14 وجهة.

 

 

 

كانت طلبات الشراء من طيران الإمارات، التي كانت بمثابة صفقات ضخمة في هذا المجال، بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ صناعة الطائرات في العالم في عدة مواقف تعرضت فيها الصناعة لتحديات كبرى كادت أن تعصف بها، ففي العام 1992 ، جاء طلب طيران الإمارات شراء 7 طائرات بوينج 777 مع 7 خيارات ليعيد الثقة في الصناعة التي تضررت بشدة جرّاء حرب الخليج الأولى.

 

وفي مطلع العام 2018، أعلنت طيران الإمارات عن صفقة ضخمة مع شركة "أيرباص" العالمية بقيمة 16 مليار دولار أميركي، لشراء 36 طائرة من طراز "إيرباص A380" العملاقة، منها 20 طائرة طلبية مؤكدة، و16 طائرة "حقوق خيار"، حيث وصفت وسائل الإعلام العالمية هذه الصفقة آنذاك بأنها "تنقذ" طائرات أيرباص العملاقة، في حين تُعدُّ طيران الإمارات اليوم أكبر مشغّل لطراز إيرباص "A380" في العالم، إذ تشغّل الناقلة حالياً 85 طائرة من هذا الطراز ضمن أسطولها، في حين من المتوقع ارتفاع العدد ليصل إلى 95 طائرة بنهاية السنة المالية الحالية في مارس المقبل.

 

وفي العام 2005، دخلت طيران الإمارات التاريخ بطلب شراء 42 طائرة بوينج 777 في صفقة بلغت قيمتها 9.7 مليارات دولار أميركي، ضمن أضخم طلب لشراء طائرات بوينج 777 على الإطلاق في ذلك الوقت، واليوم تُعدُّ طيران الإمارات أكبر مشغل في العالم لهذا الطراز من طائرات بوينج.

 

كما كان لطيران الإمارات ومطارات دبي كبير الأثر في استعادة حركة السفر العالمية لعافيتها في أعقاب جائحة كوفيد-19، إذ كان لدبي السبق في فتح أجوائها أمام حركة الطيران الدولية في السابع من يوليو من العام 2020، بفضل تحركها بالغ السرعة واستراتيجية العمل المتكاملة التي تضافرت فيها جهود حكومة دبي والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام، في تطبيق إجراءات احترازية شاملة وصارمة ما أسهم في سرعة تحجيم آثار الأزمة العالمية.

 

الأعلى قيمة

 

وواصلت طيران الإمارات تحليقها في آفاق التميز الذي استمرت في رفع سقف المنافسة فيه بخدمات نوعية، أهلتها في العام 2014 للحصول على لقب "العلامة التجارية الأعلى قيمة بين شركات الخطوط الجوية" في العالم، واحتلت المركز الأول في تقرير براند فاينانس للعلامات التجارية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط، بقيمة تقدر بـ 3.7 مليارات دولار أميركي، وما لبثت أن فازت كذلك في العام 2016 بلقب أفضل شركة خطوط جوية في العالم. وفي العام 2020 تم تصنيف طيران الإمارات، ولا تزال، كأكبر ناقلة دولية في العالم. وحازت مؤخراً جائزة أفضل نظام ترفيه جوي للسنة السابعة عشرة على التوالي ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية لشركات الخطوط الجوية.

 

تغيير قواعد اللعبة

 

وكانت "طيران الإمارات" دائما الرقم الصعب في معادلة التميّز في مجال السفر، حيث حرصت على تقديم خدمات نوعيّة أسهمت بها في استحداث معايير جديدة لجودة السفر الجوي، وفي العام 2017 أطلقت أول الأجنحة الخاصة والمغلقة بالكامل للدرجة الأولى في العالم، وذلك على متن طائراتها من طراز بوينج 777 ، والتي كانت سبباً في تغيير قواعد التنافسية في عالم الطيران المدني، حيث وفّرت الشركة لعملائها قدراً غير مسبوق من الترف والخصوصية أثناء الرحلات الجوية.

 

وفي مايو 2022، كشفت "طيران الإمارات" النقاب عن منتج درجتها "السياحية الممتازة" الجديدة بالكامل، لتصبح بذلك، أول ناقلة في المنطقة توفر للمتعاملين معها هذه المقصورة على متن طائرات مختارة من طراز A380 لمنح ركاب هذه الدرجة مزيداً من المساحة وإمدادهم بتجربة طعام فاخرة في التصميم الأنيق الذي تتميز به المقصورة.