قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، إنه انخرط في "نقاش مثمر وجوهري" مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، حول سبل المضي قدماً نحو عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع الذي طال أمده في البلاد.
وأوضح غروندبرغ، الذي أنهى الأربعاء، زيارة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في بيان، أنه بحث مع الرئيس العليمي آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية، على ضوء الجهود الإقليمية والدولية المبذولة حالياً لدعم الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في البلاد.
وأكد المبعوث الأممي أهمية الحفاظ على الزخم الراهن والبناء على التقدم الذي أحرزته الأطراف حتى الآن.
وشدد على أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار وتوافر الإرادة السياسية وتقديم التنازلات من الجانبين بما يجلب المنفعة للشعب اليمني.
وجدد المسؤول الأممي التزامه بدعم الوصول لحل مستدام للنزاع يعكس إرادة الشعب اليمني.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، في اجتماعه مع المبعوث الأممي في عدن، أشاد بجهود السعودية استنادا إلى مبادراتها المبكرة للسلام عام 2021، وأهمية البناء عليها لدفع الحوثيين للتعاطي الجاد مع المساعي الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة.
وجدد التأكيد على التزام المجلس الرئاسي والحكومة بدعم مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والوسطاء الإقليميين والدوليين، وكافة المبادرات الرامية إلى إنهاء المعاناة الإنسانية، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة والسلام والاستقرار والتنمية.
واستمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي من المبعوث الأممي، إلى إحاطة حول نتائج لقاءاته الأخيرة على الصعيدين المحلي والإقليمي، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وتأتي زيارة الوسيط الدولي إلى عدن غداة إجراء نقاشات مع الحوثيين في صنعاء وصفها بأنها كانت "صريحة ومفصلة وبناءة".
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على الحوثيين للوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بملف المحتجزين بموجب اتفاق ستوكهولم، والتفاهمات الأخيرة التي تشدد على تبادل الزيارات لمرافق الاحتجاز، والكشف عن مصير آلاف المختطفين، والمخفيين في سجون الميليشيات، وفي المقدمة محمد قحطان المشمول بقرار مجلس الأمن الدولي.
وأضاف "إن جماعة الحوثيين غير جاهزة لخيار السلام، ولا تكترث للمعاناة المتفاقمة التي تجلت بوضوح في كارثة التدافع المؤلمة بصنعاء التي أودت بحياة عشرات الفقراء الباحثين عن أي مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة".
كما نبه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى خطورة استمرار المجتمع الدولي في التغاضي عن الإجراءات الأحادية للحوثيين، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، ما شجعها على تحشيد أكثر من مليون طفل إلى معسكرات طائفية تعبوية لتمجيد الحروب، والتحريض ضد قيم ومبادئ السلام، والاعتدال، والتعايش التي عرفها اليمنيون على مر التاريخ، على حد قوله.
ورحب العليمي ببيان مجلس الأمن الدولي الأخير الذي دعا فيه الأطراف إلى الانخراط بحسن نية في جهود السلام، والتشديد على ضرورة استناد أي عملية تفاوضية إلى المرجعيات المتفق عليها، وعلى وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويأمل الوسيط الأممي هانس غروندبرغ في البناء على زخم التقارب السعودي الإيراني وحالة التهدئة النسبية الأطول في اليمن للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة في البلاد.