تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اتصالاً هاتفياً، الأربعاء، من نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا.
وناقش الطرفان مجريات الأحداث في السودان، وتم التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاه السودان وشعبه، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
إلى ذلك تم استعراض العلاقات المتينة بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة أوجه تكثيف التنسيق المشترك تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
هدنة لـ24 ساعة
يشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت أعلنت قبل ساعات، الموافقة على هدنة لـ24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة مساء الأربعاء (16.00 بتوقيت غرينتش) وحتى السادسة مساء الخميس.
كما قالت في بيان على تويتر: "نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار، ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن".
ولاحقاً، أعلنت القوات المسلحة موافقتها على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة مساء الأربعاء وتنتهي بتمام الساعة السادسة من مساء الخميس، وذلك بغرض تيسير النواحي الإنسانية على أن يلتزم الطرف الآخر بتحديدات الهدنة.
انفجارات واشتباكات عنيفة
وكان محيط مقر القيادة العامة وسط العاصمة السودانية الخرطوم قد شهد انفجارات واشتباكات عنيفة، في وقت سابق الأربعاء، فضلاً عن قتال في محيط المطار، ومقر مبنى التلفزيون الرسمي في أم درمان أيضاً، وسط ارتفاع أعداد القتلى منذ انطلاق الصراع العسكري يوم 15 أبريل إلى 300، فيما أصيب أكثر من 2600 حسب منظمة الصحة العالمية.
كما بدأت تلك الاشتباكات العنيفة في العاصمة بعد ساعات قليلة من دخول هدنة لـ24 ساعة حيز التنفيذ مساء الثلاثاء، فيما تبادل الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.
قاعدة مروي
يذكر أن هذا الاقتتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع حوالي 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.
لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقاً، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.
إلا أن مصادر مطلعة كانت أكدت لـ"العربية/الحدث" سابقاً أن الطرفين بدآ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع.