تجددت الاشتباكات، مساء الأحد، في مناطق متفرقة بالخرطوم مصحوبة بغارات جوية للجيش في محيط سلاح المهندسين، فيما أكد مراسل العربية أن الخرطوم تعاني من تذبذب في خدمات الاتصالات والإنترنت.
وقالت مصادر العربية إن قوات الدعم السريع غادرت مطار مروي العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش.
ونشرت قوات الدعم السريع فيديو لما تقول إنه استسلام لمدير دائرة القضاء العسكري، فيما أعلن وزير المعادن السوداني مقتل 2 من أسرته و3 آخرين بسقوط قذيفتين على منزله بالخرطوم.
وكان مراسل العربية في الخرطوم قد أفاد في وقت سابق بوجود حالة هدوء حذر في عدة مناطق بالخرطوم، وذلك بعد إعلان الجيش السوداني والدعم السريع فتح ممرات إنسانية.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية الأحد، أنها توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصرا، فيما أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها السماح للمسارات الآمنة لمدة 3 ساعات استجابة للمبادرة الأممية.
وفي بيان لها، قالت القيادة العامة للقوات المسلحة: "القوات المسلحة السودانية توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم، على ألا يلغي ذلك حقها في الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة".
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش السوداني، الأحد، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في سبع ولايات.
وقال الجيش في بيان نشره على "فيسبوك" إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
وأضاف البيان أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش فرض سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) في أم درمان.
وأفاد بيان ثان بأن الفرقة الرابعة مشاة (الدمازين) التابعة للجيش، استلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتادها.
هذا ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.
وقال الجيش في بيان آخر نشره على "فيسبوك": "لا صحة لادعاء الميليشيا المتمردة استيلاءها أو مجرد اقترابها من أي من مقرات القيادة العامة".
وأضاف أن الحريق الذي اندلع في برج القوات البرية ناجم عن الاشتباكات الصباحية، وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى.
وبحسب مراسل "العربية" و"الحدث" من أبرز القتلى من الرتب الرفيعة في الجيش والدعم السريع حتى صباح الأحد: مقتل قائد قطاع شمال دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قطاع غرب دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قوة القيادة العامة بالجيش السوداني، ومقتل قائد قاعدة الجيش في جبل أولياء. بالمقابل، نفت قوات الدعم السريع مقتل قائدي قواتها في شمال وغرب دارفور.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة.
وأعلنت السبت، السيطرة على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى الملاحة الجوية في كافة أنحاء السودان، وكذا السيطرة على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
هذا ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وقالت منظمة تمثل الأطباء إن ما لا يقل عن 56 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، وإنها تعتقد أن هناك عشرات القتلى الإضافيين بين القوات المتناحرة. كما قالت نقابة أطباء السودان إن هناك نحو 600 مصاب، بينهم مدنيون ومقاتلون.
وجاءت الاشتباكات بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع الشريكة التي تحولت إلى خصم. وأدت هذه التوترات إلى تأخير التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية لإعادة البلاد إلى فترة انتقالها القصيرة الأمد إلى الديمقراطية، والتي خرجت عن مسارها.