شدد دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة الحوار الإقليمي في تلبية تطلعات شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية نحو السلام والازدهار. وأكد بيان للدولة في مجلس الأمن ألقاه سعادة السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة زيارة مجلس الأمن إلى الكونغو أتاحت الفرصة للإمارات لتعزيز التزامها تجاه هذا البلد وشعبه، كما شجعت على الحوار الإقليمي ووقف التصعيد، ودعمت جهود بعثة مينوسكو خلال هذه المرحلة الصعبة.
واشار أبو شهاب في بيان الدولة إلى أن الوضع الحالي مقلق مع استمرار انعدام الأمن في شرق البلاد، ومواصلة الجماعات المسلحة شن هجماتها ضد المدنيين، وإجبار مئات آلاف السكان على النزوح، حيث تشكل حركة 23 مارس وغيرها من الجماعات المسلحة تهديداً خطيراً على السلام والأمن في الكونغو والمنطقة بأكملها.
البيان الذي بثه موقع البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، أدان انتهاكات حركة 23 مارس لوقف إطلاق النار، وشدد على ضرورة قيام جميع الجماعات المسلحة، بما في ذلك حركة 23 مارس، بوقف أعمالهم العدائية فوراً وإلقاء أسلحتهم دون شروط. كما طالب مجلس الأمن بالتركيز على حماية أمن وسلامة المدنيين، لاسيما النساء والأطفال.
وأكد البيان دعم الإمارات للجهود الإقليمية المبذولة للتشجيع على الحوار السياسي وتعزيز الأمن والاستقرار، بما في ذلك عبر نشر قوة إقليمية تابعة لمجموعة شرق إفريقيا، مشيراً إلى الحاجة الملحة لخفض التصعيد الآن، ومطالباً بتنفيذ اتفاقية أديس أبابا الإطارية من جانب الدول الموقعة.
تحقيق الاستقرار
وقال البيان "يجب إعطاء الأولوية لجهود الحماية لضمان تحقيق الاستقرار على المدى البعيد"، مشيراً إلى أهمية العمل الذي تقوم به بعثة مينوسكو في حماية النساء والفتيات والمجتمعات المحلية من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، مشدداً على أن مشاركة النساء في جهود السلام محرك رئيسي لتحقيق استقرارٍ دائم.
وأعرب البيان عن القلق إزاء الانتشار المستمر لخطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة والمضللة حول بعثة مينوسكو، والأمم المتحدة بشكل عام، داعياً بعثة مينوسكو لتعزيز جهودها في مواجهة هذا الخطاب، مع ضرورة دعم المجلس لهذه الجهود.
كما طالب بتنفيذ البرنامج المعني بنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وتحقيق الاستقرار بالكامل، مع الاستمرار في تنفيذ المشروعات الأخرى التي تهدف إلى إصلاح القطاع الأمني، مشيراً إلى أن السياسات الفعالة لإعادة دمج الجماعات المسلحة في المجتمع تساعد على تشجيع أعضاء هذه الجماعات على إلقاء أسلحتهم والعودة للحياة المدنية مرة أخرى.
التهيئة للانتخابات
وفي ضوء اقتراب الانتخابات، طالب البيان الجماعات المسلحة بوقف أعمالها العدائية ونبذ العنف، ومواصلة تهيئة بيئة سلمية داعمة لإجراء انتخابات تحظى بمصداقية.
واشار البيان إلى صعوبة الأوضاع التي يعاني منها ملايين المشردين، والتداعيات المترتبة على عدم احترام القانون الإنساني الدولي، داعياً جميع من يحملوا أسلحة التقيد بالتزاماتهم والامتناع عن استهداف المدنيين أو المواقع المدنية، وضمان سلامة وحماية العاملين في المجال الإنساني ليتسنى إيصال المساعدات بنجاح.
وختم البيان أنه "بالنسبة لدولة الإمارات، فقد سلطت زيارة مجلس الأمن إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية الضوء على جوانب العمل الذي مازال يتعين علينا القيام به لترسيخ السلام فيها، والحاجة إلى تعزيز التواصل والتعاون بين الجهات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف"، داعياً المجلس لمواصلة العمل مع كافة الشركاء للدفع قدماً بجهود تحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية والمنطقة برمتها.