شاركت دولة الإمارات ممثلة بسعادة هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، في اجتماع اللجنة التوجيهية لحوكمة الميتافيرس ضمن منتدى الاقتصاد العالمي 2023 المقام حاليا في دافوس بحضور ومشاركة الحكومات والشخصيات وصناع القرار حول العالم.
وناقش الحاضرون خلال الاجتماع، أبرز الآليات والمبادرات التي من شأنها تحقيق واستخلاص أفضل النتائج من تقنيات الميتافيرس، والقرية التعاونية العالمية والتي تعتبر قرية افتراضية ضمن عالم الميتافيرس.
كما حضر الاجتماع كل من كنت ووكر، مسؤول العمليات العالمية لدى "غوغل"؛ ويات سيو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أنيموكا؛ وبيغي جونسون، الرئيس التنفيذي لشركة ماجيك ليب؛ جولي إنمان جرانت، مفوضة السلامة الإلكترونية في أستراليا؛ نيك كليغ، رئيس الشؤون العالمية في ميتا؛ جودسون ألتوف، نائب الرئيس التنفيذي والمدير التجاري الأول في مايكروسوفت؛ كلاوس شواب، مؤسس منتدى الاقتصاد العالمي دافوس؛ جيريمي يورجنز، مدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي؛ وكاثي لي، عضو اللجنة التنفيذية في منتدى الاقتصاد العالمي.
جرى خلال الاجتماع الإعلان عن التقرير الأول للجنة، حول قواعد وآليات حوكمة الميتافيرس والمخرجات الأولى لمبادرة حوكمة تقنيات الميتافيرس، كما ناقش المجتمعون كيفية الاستفادة من مبادرة القرية الافتراضية في تعزيز الحوكمة وتحقيق أفضل النتائج على مستوى العالم، إضافة إلى آليات تطوير أنظمة حوكمة الدخول لمنصات الميتافيرس، والاستفادة من التطبيقات والمزايا الخاصة بهذا العالم.
وخلال الاجتماع، أكد المشاركون الأعضاء في اللجنة، على ضرورة الإسراع في إنجاز وتطوير أنظمة حوكمة واضحة ومتكاملة تحكم قطاع الميتافيرس، وتضمن سلامة وأمن بيانات المستخدمين والجهات التي تعتزم استخدامه، مؤكدين على أهمية دور الحكومات حول العالم، في نص القوانين والتشريعات اللازمة في هذا الإطار، بما يهدف إلى تطوير بيئة تشريعية تتوافق مع احتياجات الميتافيرس وما تحتاجه من حرص على سلامة المستخدمين وسرية بياناتهم ومعلوماتهم.
وقال سعادة هدى الهاشمي، إن دولة الإمارات كانت السباقة في إطلاق المبادرات والسياسات الخاصة بصناعة الميتافيرس، بما يعكس حرص قيادتها على تطوير مجتمع رقمي متقدم، وسط بنية تشريعية متكاملة تحمي المجتمع من المخاطر الرقمية وتساهم في دفع مسيرة التقدم والريادة في الدولة، بما يرسخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للصناعات المتقدمة والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا والابتكار.
وأضافت سعادتها: تعتبر دولة الإمارات اليوم واحدة من الاقتصادات العالمية الرائدة في مجال الميتافيرس، وهو ما يعكس رؤية قيادتها الحكيمة في تعزيز التنوع الاقتصادي والتركيز على قطاعات المستقبل، حيث عملت الحكومة مؤخراً على سن القوانين المبتكرة وتعديل عدد من التشريعات التي تهدف إلى تحقيق المزيد من النمو والتنوع في الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات، وتحاكي متطلبات المستقبل انطلاقاً من حرصها على ضرورة التكيف مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
و أشارت الهاشمي إلى أن دولة الإمارات نجحت في استقطاب مئات الشركات العالمية العاملة في مجالي البلوك تشين والميتافيرس، وهي تعتزم مواصلة مساعيها وجهودها لتحفيز المزيد من الاستثمارات في هذه الصناعات المستقبلية وضمن العالم الافتراضي، ودعم الابتكار والإبداع من خلال عقد المزيد من الشراكات الدولية والتعاون في البحوث والتطوير وإنشاء صناديق التمويل، لتوفير منظومة دعم متكاملة وشاكلة للشركات ورواد الأعمال وأصحاب المواهب العاملين ضمن قطاع الميتافيرس في العالم.
ولفتت الهاشمي إلى أن دولة الإمارات تعتزم تطوير تطبيقات الميتافيرس، بما يخدم تطلعات الحكومة ويساهم في تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات للجمهور، بما يعزز قدرات الاستجابة ويساهم في تعزيز جودة الحياة ورفع مستوى الرفاهية في المجتمع، وذلك ضمن مختلف القطاعات الرئيسة والتي تشمل السياحة والتعليم والبيع بالتجزئة والعمل عن بُعد والرعاية الصحية والقطاع القانوني وغيرها.
وأكد أعضاء اللجنة التوجيهية لحوكمة الميتافيرس خلال جلستهم أنه وعلى الرغم من عدم اكتمال المشهد العالمي الخاص بصناعة الميتافيرس وما تحتويه من تقنيات متقدمة تقرّب العالم الافتراضي إلى الواقع المعاش، إلا أن هنالك بعض التطبيقات المبدئية في العالم اليوم، والتي تشكل خطوة متقدمة في هذا المجال، ومقدمة قوية يمكن الاستناد إليها لتطوير هذه الصناعة بما يخدم البشرية ويؤسس لمستقبل أفضل.
وأكد المجتمعون على ضرورة الاستفادة من تقنية الميتافيرس لتعزيز إمكانية تصميم المعايير ، وتطوير التقنيات من أجل ضمان التمثيل، وحماية خصوصية بيانات المستخدم مع موازنة قضايا السلامة والأمن بما يضمن الاستخدام الأخلاقي للبيانات البشرية المعقدة، إضافة إلى استخدام نماذج أعمال جديدة تضع الإنسان في قلب عملية التصميم.
كما شدد المجتمعون على ضرورة العمل على تثقيف المجتمع حول تقنيات الميتافيرس، وتبادل الخبرات والتجارب والمقترحات بين الحكومات حول العالم وشركات القطاع الخاص وغيرهم من الشرائح في المجتمع، لاستكشاف الفرص والتحديات المرتبطة بهذا العالم الافتراضي المتفرع والغني، إلى جانب تظافر الجهود وتوحيدها في سبيل خلق فرص عمل جديدة للشباب والاستفادة من خبراتهم وفهم مخاوفهم وتصوراتهم لمستقبل هذه التقنية، في ظل البحث مع الحكومات حول إمكانية تطوير بيئة تشريعية تتوافق مع تطلعات هذه الصناعة في العالم.