الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - روسيا وبيلاروسيا.. هل تصبحان دولة واحدة؟

روسيا وبيلاروسيا.. هل تصبحان دولة واحدة؟

الساعة 08:16 صباحاً

 

في ظل حرب أوكرانيا، من الطبيعي أن يجري تفسير أي خطوة مشتركة بين روسيا وجارتها بيلاروسيا على أنها تأتي في إطار تنسيق أو تعاون في الحرب، أو حتى تعبير عن خطط عسكرية ما من قبيل فتح جبهة جديدة.

 

لكن، تعقيباً على مناورات الطيران التكتيكية المشتركة المقبلة بين موسكو ومينسك، أشار ممثل رفيع المستوى بوزارة الدفاع الأمريكية الاثنين، إلى أنّ البنتاغون لا يرى أي نية لبيلاروسيا دخول الحرب في أوكرانيا.

 

كما أن المسؤولين الروس والبيلاروس ينفون أي خطط عسكرية تجاه أوكرانيا، ويتحدثون عن خطوات في إطار تعزيز «دولة الاتحاد» التي يسعى الطرفان لتحقيها، وأن أي نشاط مشترك يصب في خانة هذا الهدف.

 

أمس، أعلن الأمين العام لـ «دولة الاتحاد» دميتري ميزنتسيف أنه تم تنفيذ قرارات العام الماضي، التي حددت انتقال البلدين إلى مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بشكل خاص.

 

وأكد ميزنتسيف في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك أنه «تم تنفيذ القرار التاريخي الذي اتخذ في نوفمبر من العام قبل الماضي من قبل الدولتين... وكان ناجحاً للغاية، وحدد مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي طوال فترة معاهدة الاتحاد بأكملها».

 

وأضاف ميزنتسيف: إنه «في ظروف الضغوط الخارجية الشديدة التي توجد فيها الآن بيلاروسيا وروسيا تزداد الحاجة لذلك».

 

ويعتقد رئيس وزراء بيلاروسيا رومان غولوفتشينكو أن اندماج روسيا وبيلاروسيا في إطار دولة الاتحاد هو رد على العقوبات الغربية.

 

وكان غولوفتشينكو أشار في أكتوبر الماضي إلى أن البلدين يواصلان بنجاح تطوير التجارة المتبادلة وتعزيز علاقات الإنتاج وإنشاء سلاسل نقل ولوجستية جديدة. وبحسب نتائج ثمانية أشهر من هذا العام، ارتفع حجم التبادل التجاري بالدولار (مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي) بأكثر من 12%.

 

مسار تاريخي

 

ووقع رئيسا روسيا فلاديمير بوتين وبيلاروس ألكسندر لوكاشينكو في الــ 4 من نوفمبر 2021 مرسوم اندماج الدولتين في دولة متحدة. لكن التهيئة لهذا الهدف بدأت قبل ذلك بكثير، ففي 1997، تم توقيع معاهدة الاتحاد بين بيلاروس ثم توقيع اتفاقات أخرى في العام التالي بهدف زيادة التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 

ووقعت معاهدة في 8 ديسمبر 1999 بهدف إنشاء دولة فدرالية مثل الاتحاد السوفياتي، مع رئيس دولة، وهيئة تشريعية، وعلم، وشعار ونشيد ودستور وجيش ومواطنة وعملة مشتركة. وصادق مجلس الدوما الروسي على الاتحاد في 22 ديسمبر 1999 والجمعية الوطنية لبيلاروسيا في 26 يناير 2000. وفي التاريخ الأخير، بدأ سريان المعاهدة، حيث تم إنشاء عدد من المؤسسات الاتحادية، منها مجلس أعلى للدولة، يتألف من الرؤساء، ورؤساء الوزراء، بالإضافة إلى رؤساء مجلسي البرلمان في كلا البلدين، ويكون لكل دولة صوت واحد في المجلس، ما يعني بالضرورة أن جميع القرارات يجب أن تُتّخذ بالإجماع.

 

مؤسسات

 

وتم تأسيس مجلس وزراء، وبرلمان اتحادي من مجلسين، يتألف من مجلس نواب منتخَب، يضم 75 نائباً من روسيا و28 من بيلاروسيا، ينتخبهم عامة الشعب في كلا البلدين، ومجلساً اتحادياً يضم عدداً متساوياً من النواب (36) من كلا البلدين، وتنتخبهم المجالس التشريعية العليا الخاصة ببلادهم. لكن برلمان الاتحاد لم يُفعّل قط.

 

الرئيسان بوتين ولوكاشينكو يطمحان إلى ما هو أكثر مما تحقق، بسحل أوساط مطلعة وتقارير إعلامية من البلدين، إذ إن اتفاقات الاتحاد تتيح لكل من الدولتين الاحتفاظ بسيادتها وتمثيلها دولياً، ما يعني أن دولة الاتحاد حتى الآن تشبه إلى حد كبير كونفدرالية فوق وطنية على شاكلة الاتحاد الأفريقي، أو اتحاد دول أمريكا الجنوبية.

 

وحتى الآن لم تنشئ «دولة الاتحاد» أي شعارات أو حتى علم لها أو عملة مشتركة، لكن اقتُرح من جهة أخرى نشيد وطني غير رسمي للاتحاد، وهو نسخة معدلة من النشيد الوطني للاتحاد السوفيتي.