كشفت مصادر حقوقية يمنية عن تعرّض المختطفة أسماء العميسي ومحتجزات أخريات في سجون ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بالعاصمة صنعاء للاعتداء على أيدي حراسة السجن المركزي، والتهديد بالتصفية الجسدية.
وأكدت أن أسماء العميسي المحتجزة في سجون الحوثي في العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2016، تواجه وضعا صحيا سيئا نتيجة معاناتها من أمراض عدة وصف بعضها بالخطير، وفقا لتقارير طبية.
وأفاد المحامي عبد المجيد صبرة في منشور على صفحته بـ"فيسبوك"، أن العميسي وعددا آخر من المعتقلات يتعرضن في السجن المركزي بصنعاء التابع لميليشيا الحوثي، لمعاملة غير إنسانية ومهينة.
وذكر صبرة أن السجينة أسماء ماطر العميسي مع سجينات أخريات يتعرضن للتهديد المستمر من قبل مسؤولة السجن، وتدعى أم الكرار المروني، بأنهن لن يخرجن من السجن إلا "جنازة"، كما يتعرضن أيضا للسب والشتم.
وأكد أن "حالة أسماء العميسي الصحية سيئة جدا جدا، فهي تعاني من العديد من الأمراض، ومنها خاصة بالنساء كالذئبة الحمراء، حسب حديثها معي، وكذا أكياس تحتاج إلى عملية لاستئصالها".
وأوضح أن نسبة الدم لديها متدنية جدا ما يمثل خطرا على حياتها، وأنه سبق أن "صدر لها تقرير طبي من مستوصف السجن يبين خطورة حالتها الصحية ووجوب عرضها على مركز متخصص بالنساء لمعالجتها فيه بصفة دورية، خصوصا أنها تعاني من تكرار نزيف الدم الذي يؤدي إلى دوخة وإرهاق وبدأ يؤثر على القلب كما تعاني من أكياس على المبيض"، بحسب صبرة.
وأضاف أنه على الرغم من أن الشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة كانت قد وجهت بعلاجها في مستشفى متخصص بصحبة الحراسة اللازمة، لكن لم يتم من ذلك شيء".
وتعد المختطفة أسماء ماطر العميسي -وهي أم لطفلين- تبلغ من العمر 25 عاما، أول امرأة يمنية حُكم عليها بالإعدام بتهمة سياسية في تاريخ اليمن في زمن الحوثيين، قبل أن يُخفف الحكم إلى السجن 15 عاما.
وتعود قصة أسماء العميسي إلى سبتمبر 2016 حين هرب زوجها، المشتبه في انتمائه لـ"تنظيم القاعدة"، وتركها خلال كمين نصبته له قوات التحالف بالقرب من مدينة المكلا الجنوبية، وأفرجت عنها قوات التحالف إلا أن ذلك لم يكن سوى بداية لمشاكلها.
فقد عرض عليها أحد أصدقاء العائلة اصطحابها بالسيارة من المكلا إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون حتى تتمكن من لمّ شملها مع والدها، وسافر راكب آخر معهما.
وفي 7 أكتوبر 2016، أوقفت قوات الأمن الحوثية سيارتهم عند إحدى نقاط التفتيش في العاصمة، واقتادتهم للاستجواب، وبعد احتجازهم، استُدعي والد أسماء العميسي، وألقي القبض عليه.
وجاءت عملية اعتقالهم بمثابة بداية محنة مروعة، بما في ذلك تعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأحكام الإعدام في أعقاب محاكمة بالغة الجور، وتم التحقيق معهم، وبعد انتهاء التحقيق تم الإفراج عن الرجال الثلاثة وبقيت أسماء بالحبس منفردة.
وقالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق، إن الانتهاكات التي تتعرض لها أسماء من قبل الحوثيين، ترقى إلى جرائم حرب.