سجل مبتعث سعودي لفتة إنسانية نبيلة، عندما قام بإنقاذ مسنة أميركية علقت في العاصفة الثلجية التي اجتاحت مدينة بوفالو وسط ولاية نيويورك.
المبتعث محمد السهلي، الذي يدرس علوم الحساب بتخصص الجرائم المعلوماتية وعلم الجنائيات، سرد لـ"العربية.نت" القصة، يقول: خلال طريقنا أنا وصديقي بدر باعطية لشراء مؤنة خوفاً من شح الطعام بسبب العاصفة الثلجية، رأينا سيدة في حالة حرجة وسط الثلوج والطقس شديد البرودة، وبحكم أن الوضع كان سيئا، فكان أغلب المارة يعرضون خدماتهم بمبلغ مالي باهظ الثمن، وكانت السيدة الأميركية لا تستطيع تحمل التكاليف، وعندها عرضنا عليها المساعدة بدون مقابل مالي، كانت متفاجئة جداً من المبادرة، وأثناء مساعدتها كانت تبكي وتشكرنا وتكرر علينا السؤال عن سبب تقديمنا للخدمة، وكانت إجابتنا أن هذه من مبادئ ديننا الإسلامي الذي نشأنا عليه، فهو يحثنا على التعاون والمساعدة، وبعد الانتهاء أصرت علينا أن نزور المطعم الذي تعمل فيه، وتقدم لنا الضيافة مقابل مساعدتنا لها".
موسم الشتاء في أميركا
وأضاف أن موسم الشتاء من أكثر المواسم صعوبة التي تواجه المبتعث السعودي في أميركا، بسبب الاختلاف الجذري بينها وبين السعودية، فأول العقبات التي نواجهها هو الشعور بالاكتئاب، لأن الحياة في موسم الشتاء تتوقف كلياً، وأيضا الروتين اليومي في تنظيف السيارة من آثار الثلج كل صباح للذهاب إلى الجامعة، وأخيراً قبل حدوث العواصف يصبح استنفارا عند الشعب، وأغلب المنتجات الغذائية والصحية تنفد من المتاجر.
ووصف السهلي العاصفة الثلجية بأنها أسوأ عاصفة ثلجية تشهدها أميركا منذ أكثر من 40 عاماً، فهي الأسوأ على الإطلاق، وأكثر من 5 آلاف و400 رحلة جوية ألغيت، حتى الطرق السريعة مغلقة بسبب كثافة الثلج، فالرؤية محجوبة تماماً، ودرجة الحرارة وصلت 50 تحت الصفر.
وأضاف: العاصفة الثلجية لم تتأثر بها نيويورك فقط، وأيضا نيوجيرسي، أوهايو، بنسلفينيا وغيرها، فالعاصفة قوية وأثرت على الملايين من سكان أميركا.
مبادرات الطلاب السعوديين
وعن مبادرات الطلاب السعوديين، ذكر أن المساعدات غالباً للنوادي السعودية المدعومة من الملحقية الثقافية السعودية التي تقوم بأعمال تطوعية في مساعدة المحتاجين في الشوارع، وتعتبر هذه الأعمال لها تأثير إيجابي على الطالب السعودي في الغربة، منها روح التعاون ومساعدة الغير.
وأثناء المبادرات والمساعدات الإنسانية، نتلقى بعض التساؤلات من الأشخاص لماذا تقومون بذلك بدون مقابل؟ ودائماً نربط أن ديننا الإسلامي يحثنا على التعاون ومساعدة الغير، خصوصاً إذا الأمر يتعلق بالأطفال وكبار السن.
وختم حديثه موضحاً: "نحن كسعوديين في الغربة نحاول بقدر الإمكان إبراز ثقافتنا السعودية الأصيلة في كل زمان ومكان، وتعريف المجتمعات الغربية بالطابع السعودي المبني على الإنسانية و السلام".