حدد تقرير نشرته مؤسسة دبي للمستقبل عدداً من العوامل الرئيسة لتحقيق النجاح في عالم «الميتافيرس» بالإمارات والعالم تتضمن: التعاون والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وصياغة لوائح تشريعية مناسبة للتطور التكنولوجي تتعلق بحماية البيانات والخصوصية ومخاطر الأمن السيبراني، وتحديد أدوار ومسؤوليات واضحة لجميع المشاركين في هذه الرحلة التحويلية، والانفتاح على تسريع تبني التقنيات الحديثة، وتبني حالات الاستخدام الفعلية، وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة، وإنشاء جهات تنظيمية لهذا القطاع الجديد، مثل سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي، وأن تكون حالات الاستخدام الملموسة والناجحة هي حجر الزاوية في أي تجربة أو مشروع في عالم الميتافيرس لاكتساب المصداقية وزيادة الثقة بين المطورين والهيئات التنظيمية والجمهور.
تقرير
واستعرضت المؤسسة في تقريرها أبرز مخرجات الدورة الأولى لـ«ملتقى دبي للميتافيرس»، الذي انعقدت دورته الأولى في سبتمبر الماضي بمتحف المستقبل، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
جرى إعداد التقرير بالشراكة مع مؤسسة «بي دبليو سي»، الشريك المعرفي لـ«ملتقى دبي للميتافيرس» بهدف تسليط الضوء على أبرز توصيات الملتقى وأهم الاتجاهات الرئيسية والتحولات المستقبلية لتطبيقات الميتافيرس، والاستفادة من خبرات أكثر من 600 خبير ومتخصص في قطاعات التكنولوجيا من 50 دولة حول العالم شاركوا على مدى يومين في أكثر من 25 ورشة عمل وجلسة حوارية استضافت أكثر من 30 متحدثاً و40 مؤسسة محلية ودولية وشركة تكنولوجية.
وتناول التقرير أهم المواضيع والنقاشات التي شهدها «ملتقى دبي للميتافيرس» حول تطبيقات الميتافيرس الواعدة في قطاعات الأعمال والاتصالات والتعليم والترفيه والألعاب والسفر والعقارات وغيرها من المجالات الحيوية، وأهم فرصه الواعدة على المستوى المحلي والعالمي وكيفية توظيفها في تصميم وصناعة مستقبل أفضل.
وذكر التقرير أن «ملتقى دبي للميتافيرس» شكل أول فعالية متخصصة بهذا القطاع المستقبلي في دبي يتم تنظيمها بعد اعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «استراتيجية دبي للميتافيرس» في يوليو الماضي، والتي ستضيف 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وتدعم توفير 40 ألف وظيفة افتراضية بحلول عام 2030، وتستقطب 1000 شركة تتخصص بتقنيات التعاملات الرقمية والميتافيرس، وتعزز موقع دبي ضمن أكبر 10 اقتصادات ميتافيرس في العالم.
مواكبة التطور
وأكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن «ملتقى دبي للميتافيرس» قدم للعالم تجمعاً هو الأكبر من نوعه للخبراء والمؤسسات المعنية بتصميم مستقبل الميتافيرس، وأسهم في تسليط الضوء على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي وتوظيف تطبيقاته في تحقيق الرؤى والخطط المستقبلية، وتنمية القطاعات الحكومية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمجتمعية، وتوظيف أدوات جديدة تسهل حياة الناس وتفتح آفاقاً واعدة في المستقبل.
تحولات متوقعة
من جهته، قال خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: حرصت المؤسسة على الاستفادة من هذه النقاشات والخبرات المحلية والعالمية التي شهدها هذا الحدث العالمي في إعداد تقرير شامل حول مستقبل الميتافيرس إيماناً منها بأهمية نشر المعرفة بالتوجهات المستقبلية والتعريف بأهم التحولات المتوقعة والفرص الواعدة والتقنيات المهمة لهذا القطاع، مشيراً إلى أن التقرير يشكل مرجعية للمؤسسات المحلية والعالمية لرسم صورة شاملة حول إمكانات وتطبيقات الميتافيرس في مجالات حيوية تعود بالفائدة على الإنسان بالمقام الأول.
تغيير جذري
بدوره، قال غاي بارسوناج الشريك المسؤول عن الميتافيرس في «بي دبليو سي»: يشهد اقتصاد الشرق الأوسط حالياً تحولاً رقمياً سريعاً يسهم في إحداث تغيير جذري في مختلف القطاعات والصناعات. وتعتبر دبي من النماذج الرائدة في هذا التحول في ظل سعيها إلى ترسيخ مكانتها لتصبح ضمن أفضل 10 اقتصادات في مجال الميتافيرس وتطلعها إلى تطوير نموذج يحتذى به في مجال تقنيات الميتافيرس. وأضاف: نهدف من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة دبي للمستقبل لاكتشاف كيفية توظيف التقنيات الجديدة والمتقدمة لصناعة مستقبل أفضل للبشرية، الأمر الذي يساعدنا في الربط بين العالمين الواقعي والافتراضي بشكل أسهل. ومن ناحية أخرى، تسهم هذه الشراكة في تأكيد التزامنا بمساعدة العملاء ودعمهم في رحلاتهم نحو التحول الرقمي، وضمان تحقيق نتائج مستدامة مع العمل في الوقت نفسه على بناء الثقة في مجتمعنا.
تطبيقات
وتطرق التقرير إلى أهم المزايا والتطبيقات التي يمكن للميتافيرس أن يسهم بها، بما في ذلك تعزيز قدرة الأفراد على التحكم ببياناتهم وإمكانية تحقيق الدخل منها، ومساعدة الحكومات على تحقيق التكافؤ الدبلوماسي بين البلدان والذي ظهر جلياً خلال الملتقى عبر إعلان باربادوس عن إطلاق سفارة في عالم الميتافيرس. وذكر التقرير أن الميتافيرس سيخفف من سيطرة المنصات الرقمية التقليدية والاحتكار التكنولوجي، إضافة إلى توفير تجارب مبتكرة للمستخدمين بدءاً من توفير التعليم للطلاب بمستويات جديدة وصولاً إلى التفاعل بشكل مبتكر مع الفنانين وعالم الموسيقى.
توصيات
01 التعاون والشراكات بين القطاعين
02 لوائح تشريعية مناسبة للتطور التكنولوجي
03 تحديد أدوار ومسؤوليات واضحة للمشاركين
04 الانفتاح على تسريع تبنّي التقنيات الحديثة
05 تبنّي حالات الاستخدام الفعلية
06 تبادل الخبرات والممارسات الناجحة
07 إنشاء جهات تنظيمية للقطاع الجديد
