عدسة ضخمة وكاميرا حديثة وعُدة إضاءة موجهة نحو الهدف، مشهد مألوف لدى المصورين، لكن في استوديو المصور البريطاني إيان ترهيرنيه، فإن قصة نجاحه تختلف بالكامل.
مرض وراثي يسلبه حواسه
عانى الشاب البريطاني إيان ترهيرنيه "متلازمة آشر" منذ ولادته وهي حالة تسبب فقدان حاستي السمع والبصر تدريجيا، فأصيب بالصمم منذ ولادته وفي عمر الـ15 أخبره الأطباء أنه سيفقد بصره بعد مدة من الزمن، حيث أصيب بالتهاب الشبكية الصبغي والرؤية النفقية، وشعر أن صلته بالعالم توشك على الانقطاع بالكامل وشكل الأمر صدمة كبيرة كادت أن تحطمه.
ذلك التشخيص كان سببا دفع إيان للتفكير في وسيلة تساعده على تدوين رؤيته للعالم قبل أن يفقده بالكامل، حيث بدأت رحلته لاحتراف التصوير الفوتوغرافي واستخدامه كوسيلة للتعبير عن أفكاره.
أعماله الفنية
تتراوح أعمال إيان ما بين تصوير البورتريه وتصوير المباني مستفيدا من فن العمارة البريطانية المميز، كما تعد المشاهد اليومية محور تركيز آخر لعدسته، وتأثر أسلوبه بالمصورين ديفيد بيلي وبريان دافي، اللذين برزا في الستينيات من القرن الماضي.
بدأ شغف ترهيرنيه بالتصوير بعد متابعته عددا من المجلات والجرائد ومراقبة صور الفنانين فيها، حيث تنامت تساؤلاته عن كيفية القيام بجلسات تصوير مشابهة وتقديم عناصر مميزة ضمن الصور وبث رسائل من خلالها، حيث تمكن بعد ذلك من إيجاد نمطه الخاص والمتناغم مع ضعف رؤيته.
تعد أعمال إيان شاهدة على مقاومته لظروف قد تكون قاهرة ومدمرة لكثيرين، كما زادت من مرونته في التعامل مع أوضاعه الراهنة حيث استفاد من رؤيته المؤطرة طبيعيا بسبب حالة الرؤية النفقية التي يعانى منها لتقديم لوحات مميزة.
وفي لقاء له مع "The Phoblographer" قال إيان: ”إن الصمم والعمي يسببان العزلة التي تترافق مع كثير من القلق والتوتر، إلا أن التصوير بات ملاذي للمساهمة في العالم والتواصل مع الناس“.
سباق مع الزمن يريد إيان من خلال عمله كمصور فوتوغرافي أن يغير تصورات الناس عن المصابين بفقدان البصر الجزئي بينما يتأقلم خلال ذلك على فقدان الرؤية شيئا فشيئا.
واليوم يسابق ترهيرنيه الزمن لتقديم أفضل أعمال التصوير الفوترغرافي قبل أن يفقد بصره بشكل كامل حيث يقول ”ما زلت أدفع نفسي لتقديم الأفضل، أريد أن أترك مجموعة كبيرة من اللوحات تدفع آخرين للبدء بمسيرتهم مع آلة التصوير وتساعد في إلهام أشخاص يعانون من ضعف البصر أو السمع“.