لا شك أن العديد من الناس حول العالم، يخالجهم شعور بالخوف عند الصعود إلى متن الطائرة، فتبدأ الأفكار السوداء تتصارع في رؤوسهم.
ولعل بعض هؤلاء "الخائفين" يمر أمام أعينهم سيناريو سوداوي مثلا عن سقوط الطائرة وتحطمهم، على الرغم من أن كافة الإحصائيات حول العالم، أظهرت أن حوادث السير أعلى بكثير من حوادث الجو.
ولكن لطمأنة تلك الشريحة من الناس، أعاد بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تداول مقطع مصور قديم يظهر تحطم طائرة ركاب تصطدم بالأرض وتنشطر إلى قسمين، ليبينوا أي المقاعد أكثر أماناً!
وتعود قصة الفيديو إلى تجربة قام بها مجموعة من الباحثين في أبريل/نيسان 2012، حيث حطموا عمداً طائرة من طراز بوينغ 727 تابعة لشركة ألاسكا لخطوط الطيران.
فقد تحطمت الطائرة في المكسيك كجزء من دراسة نادرة لمحاكاة واقعية لتحطم الطائرة، بحسب موقع simpleflying.
في حين أعطت التجربة للعلماء استنتاجات مثيرة للاهتمام حول تأثير تحطم الطائرة على هيكل الطائرة والركاب بداخلها وأي المقاعد أكثر أمناً.
على متنها 3 من أفراد الطاقم
وأجريت التجربة بالقرب من مدينة مكسيكالي في المكسيك. وبينما حاولت المجموعة في الأصل الحصول على إذن لإجراء الاختبار في الولايات المتحدة، لم تسمح السلطات بذلك بسبب المخاطر التي تنطوي عليها.
في الوقت نفسه، وافق المسؤولون المكسيكيون على الاختبار، وإن كان ذلك مع بعض متطلبات السلامة الإضافية. وشمل ذلك طيارين حقيقيين يقودون الطائرة لجزء من التجربة.
وأقلعت الطائرة من طراز بوينغ 727-200 وعلى متنها ثلاثة من أفراد الطاقم، طياران ومهندس.
وكان هذا مطلباً من قبل السلطات المكسيكية لأن الطائرة ستكون فوق بعض المناطق المأهولة في بداية التجربة.
تحطمت ولم تنفجر
ثم قفز جميع أفراد الطاقم الثلاثة بالمظلة، مع قفز الطيار الرئيسي قبل ثلاث دقائق فقط من الاصطدام.
بعد القفز، تم التحكم في الطائرة عن بعد من قبل Chip Shanle، وهو محارب قديم في البحرية وطيار من شركة American Airlines.
واصطدمت الطائرة بالأرض بسرعة 225 كم / ساعة (121.5 عقدة)، حيث هبطت بسرعة 460 متراً (1509 قدماً) في الدقيقة.
وتحطمت إلى عدة قطع، وانفصلت قمرة القيادة على الفور عند الاصطدام، لكنها لم تنفجر.
في حين سجلت الكاميرات والمعدات الموجودة على متن الطائرة الحادث بالكامل، واستخدمت الدمى الموجودة على متن الطائرة لمحاكاة التأثير على الركاب.
المقاعد الأكثر أمناً!
وبينما كان معظم الناس يعتقدون أن النجاة من حادث تحطم طائرة أمر مستحيل، فإن العكس هو الصحيح في هذه الحالة.
فقد وجدت الدراسة أن الركاب في مقدمة الطائرة (بما في ذلك الطيارون) كانوا الأكثر عرضة للخطر في هذه التجربة.
وأولئك القريبون من الأجنحة سيواجهون بعض الإصابات، لكن لا تهدد حياتهم.
والجدير بالذكر أن الركاب في الجزء الخلفي من الطائرة (بالقرب من الذيل) ابتعدوا دون أن يصابوا بأذى نسبياً، مع إصابات قليلة.
تجربة قلبت الموازين
في موازاة ذلك، يُطلب عادة من الركاب تبني وضعية الدعامة brace position في حالة حدوث أي حادث أو اصطدام مفاجئ.
لكن التجربة وجدت أن ركاب الدعامة (الذين كانوا دمى) كانوا أقل عرضة لمواجهة إصابات في النخاع الشوكي أو الرأس مقارنة بأولئك الذين لم يستعدوا.
مع ذلك، فإن التدعيم يضع ضغطاً أكبر على الساقين، مما يؤدي إلى زيادة فرصة حدوث الكسور.
وتضمنت التجربة العديد من النقاط المثيرة للاهتمام وهي واحدة من التجارب النادرة جداً التي تتعرض فيها طائرة للتحطم فعلياً لإجراء دراسة.
إذ تعتمد معظم النماذج على المحاكاة لافتراض ما سيحدث في حالة حدوث تصادم، مما يجعل دراسة عام 2012 جديرة بالملاحظة.