الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - رياضة - احتجاجات الرياضيين الإيرانيين.. منشورات غامضة ودعم الأساطير

احتجاجات الرياضيين الإيرانيين.. منشورات غامضة ودعم الأساطير

الساعة 12:32 مساءً

 

تُلقي الاحتجاجات الراهنة في إيران بظلالها على مساعي المنتخب الإيراني لكرة القدم في تحقيق إنجاز خلال مونديال 2022 المرتقب في نوفمبر المقبل، وسط شائعات عن انقسام داخل الفريق، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تختفي بظروف غامضة، ودعم للتظاهرات من أساطير سابقة في اللعبة.

 

ويستعد "تيم ملي" (لقب المنتخب الإيراني) للمنافسة خلال مونديال قطر ضمن المجموعة الثانية، والوصول إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه، عندما يواجه الولايات المتحدة وإنجلترا وويلز.

 

لكن الاحتجاجات التي هزّت إيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاماً، خلال اعتقالها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس للجمهورية الإسلامية، أثارت تساؤلات غير مريحة للمنتخب الذي يتمتع بتأثير كبير في بلد مولع بكرة القدم.

 

وكانت الأضواء مسلطة على مهاجم المنتخب سردار آزمون الذي يلعب لصالح باير ليفركوزن الألماني.

 

في البداية، بدا وكأن آزمون يشير إلى أوامر بحظر النشر من قبل المنتخب، مديناً في الوقت نفسه حملة القمع التي تشنها السلطات، قبل أن يتراجع.

 

 

في غضون ذلك، بات أحد أكبر الأسماء في كرة القدم الإيرانية، نجم المنتخب الوطني السابق علي كريمي، بطلاً للعديد من المتظاهرين في إيران من خلال دعمه الصاخب للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي، في تحدٍ للانتقادات الشديدة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.

 

ووصلت أصداء الاحتجاجات إلى مباراة إيران الودية الاستعدادية لكأس العالم ضد السنغال الثلاثاء في فيينا، عندما ردد محتجون خارج الملعب شعارات مناهضة للجمهورية الإسلامية، هاتفين باسمي كريمي وآزمون.

 

تعليق محذوف

بدأ آزمون المباراة جالساً على مقاعد البدلاء، ما أثار شائعات عن احتمالية استبعاده. لكنه شارك في الشوط الثاني وسجل هدفاً برأسية متقنة أفرحت المدرب المعيّن حديثاً للمنتخب البرتغالي كارلوس كيروش.

 

لم يحتفل آزمون بالهدف، على غرار زملائه في المنتخب الذين بقوا مرتدين ملابسهم السوداء خلال النشيد الوطني بدلاً من إبراز زيّ المنتخب كما تجري العادة.

 

 

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، نشر مدوّنون متخصصون بكرة القدم الإيرانية لقطات لمنشور على حساب آزمون على إنستغرام، يقول إنه بسبب "القواعد التقييدية على تيم ملي، لم أتمكّن من قول أي شيء".

 

لكنه أضاف أنه لا يمكنه البقاء صامتاً بسبب قمع الاحتجاجات التي يقول ناشطون إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 75 شخصاً.

 

وكتب آزمون "هذا لن يمحى من وعينا. عار عليكم!". غير أن المنشور حُذف لاحقاً واختفى معه المحتوى الكامل لحساب اللاعب على إنستغرام الذي يتبعه نحو خمسة ملايين شخص، لأيام عدة.

 

أبدى نادي باير ليفركوزن دعمه لآزمون. وكتب عبر حسابه الرسمي على تويتر ناقلاً عن مديره الرياضي سيمون رولفس قوله: بالطبع نحن ندعم تضامن سردار مع نساء إيران.

 

بعد مباراة السنغال، عاد حساب آزمون للظهور مجدداً على إنستغرام، وبدا أن اللاعب يقدّم اعتذاره عن منشوره السابق.

 

قال إنه: لم يكن هناك ضغط عليّ لكتابة أو حذف أي شيء بخاصية القصص على إنستغرام، لا يوجد انقسام في المنتخب.

 

وتابع: أعتذر لأصدقائي في المنتخب الوطني لأن تصرّفي المتسرع تسبب في إهانة المدوّنين لزملائي وتعكير صفو النظام داخل الفريق.

 

وأضاف لاحقاً تعليقاً آخر يدعم فيه نادي كرة طائرة للسيدات سبق أن أسّسه بنفسه، قائلاً إن وفاة أميني "تركت ألماً في الأمة لن يُنسى أبدًا".

 

دعم الأساطير

من المرجح أن تخيّب تعليقات آزمون آمال أولئك الذين أرادوا موقفاً سياسياً قوياً من المنتخب قبل كأس العالم، مستذكرين كيف ارتدى اللاعبون أساور خضراء في العام 2009، دعماً للاحتجاجات التي أطلق عليها اسم "الحركة الخضراء" وشهدتها إيران اعتراضاً على فوز محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

 

أحد اللاعبين آنذاك، علي كريمي، نشر مراراً وتكراراً تعليقات عبر إنستغرام وتويتر دعماً للاحتجاجات وإدانة وفاة أميني، قائلاً إنه حتى الماء المقدس لا يمكنه أن "يزيل هذا العار".

 

وأضاف أنه: على غرار عامة الناس في بلدي، لا أبحث عن أي منصب أو موقع. أنا أبحث فقط عن السلام والراحة والرفاهية للناس في كل أنحاء بلدي.

 

ودفعت تلك المنشورات وكالة أنباء "فارس" في إيران إلى نشر مقالة تدعو إلى اعتقاله، تزامناً مع اقتراحات بالحجز على ممتلكاته في إيران.

 

وحذا لاعبون سابقون آخرون حذو كريمي في منشورات على إنستغرام، على غرار مهدي مهدويكيا الذي لعب لسنوات طوال في الدوري الألماني، واتهم السلطات بـ"تنفير الناس وتجاهلهم".

 

ومثله المهاجم الأسطوري علي دائي نجم مونديال 1998 ، الذي طالب النظام بـ"حل مشاكل الشعب الإيراني بدلاً من استخدام القمع والعنف والاعتقالات".