بينما فرضت محكمة في باريس، الأربعاء، على شركة الخطوط اليمنية الغرامة المالية القصوى، وقدرها 225 ألف يورو، بعدما أدانتها بالقتل غير العمد في حادث تحطّم طائرة من طراز إيرباص 310 قبالة سواحل جزر القمر في 2009، في كارثة خلّفت 152 قتيلاً وناجية وحيدة، عادت إلى الواجهة تلك الأخيرة.
فقد سُلّطت الأضواء مجدداً على الشابة بهية بكاري، البالغة من العمر 25 عاماً، والتي خسرت والدتها في الحادث الأليم وربحت حياتها من جديد، فدخلت التاريخ على أنها "الناجية الوحيدة".
تفاصيل الحادثة
ففي ليلة الـ 29-30 حزيران/يونيو من عام 2009، تحطّمت طائرة الرحلة 626 للخطوط الجوية اليمنية في المحيط الهندي بينما كانت تستعدّ للهبوط في موروني عاصمة جزر القمر.
وأسفرت الكارثة الأليمة عن مقتل 152 شخصاً هم أفراد الطاقم الـ11 و141 راكباً من أصل 142.
في حين نجت طفلة وحيدة كانت حينها في عمق البحر وتبلغ من العمر 12 عاماً.
ووفق المعلومات، تشبّثت بهيّة بجزء من حطام الطائرة طيلة 10 ساعات تقريباً قبل أن ينتشلها صيادون من الماء.
ذباب ورائحة مراحيض
كما روت أنها أقلعت مع والدتها في الطائرة تلك الليلة من باريس قبل أن تتوقف في مرسيليا ثم يغير الركاب الطائرة في صنعاء لتمضية إجازة في جزر القمر.
ورغم أن الطائرة الثانية "إيه-310" التي أقلتها كانت أصغر، وكان فيها ذباب ورائحة مراحيض قوية على حد وصفها، إلا أن الرحلة الليلية مرّت بشكل طبيعي جدا حتى موعد الهبوط.
كما ذكرت أنه ومع الاقتراب من موروني عاصمة جزر القمر شعرت باضطرابات جوية، ثم شعرت وكأن هناك شحنة كهربائية في كل جسدها، قائلة: "لا أتذكر شيئا في الفترة الممتدة بين جلوسي في الطائرة ولحظة وجدت نفسي في المياه وسط الأمواج.. رأيت أمامي حطاما، تمسكت بأكبره وحاولت الصعود عليها لكن لم أتمكن من ذلك".

من الحادث الأليم
وأضافت "سمعت أصواتا تستغيث بلغة جزر القمر، بدأت في الصراخ لكن لم يكن لدي أمل كبير لأنني أدركت أنه لم يكن هناك أحد حولي إلا مياه البحر، فانتهى بي المطاف بالنوم وأنا متشبثة بذلك الجزء، وعندما استيقظت، كان الفجر يبزغ، وكان هناك هدوء تام".
وأفادت في شهادتها أمام المحكمة في أيار/مايو الماضي، أنها رأت الساحل من بعيد، وحينما حاولت الوصول إليه كان هائجا جدا، إلى أن أنقذها صيادون بعد مرور 12 ساعة في المياه.
وأكدت أنها كانت تعتقد أن الجميع وصلوا وباتوا بأمان، إلى أن تفاجأت من طبيبة نفسية في المستشفى بأنها الشخص الوحيد الذي نجا.
حكم جديد
يذكر أن محكمة الجنايات في العاصمة الفرنسية كانت قضت بإدانة شركة الطيران الوطنية اليمنية بجريمتي القتل غير العمد والتسبّب عن غير قصد بإصابات.

الطائرة المنكوبة
كما ألزمتها بأن تدفع أكثر من مليون يورو إلى منظمتين تمثّلان عائلات ضحايا الكارثة، وذلك بدل عطل وضرر وأتعاب محامين.
وما إن أصدرت المحكمة قرارها حتى أعلن محامي الدفاع عن الشركة اليمنية أن موكّلته ستستأنف الحكم.
إلى ذلك، أصيبت بهية بكاري، المولودة في إيسون قرب باريس، لأبوين منحدرين من جزر القمر في 15 أغسطس 1996، بكسور وحروق في ساقيها بسب الحادث كما فقدت والدتها.