أكدت دولة الإمارات على ضرورة تخفيف الوضع المتوتر إقليمياً ودولياً، مجددة التأكيد على تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، مشددة في اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية 158، أول من أمس، على تطلعها إلى تجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة، وعلى أن الدبلوماسية هي الوسيلة الوحيدة لحل الأزمات.
وترأس معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد الدولة في الاجتماع، كما شارك في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. كما شارك، على هامش الدورة، في اجتماع اللجنتين العربيتين الوزاريتين المعنيتين بمتابعة تطورات التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وفي اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
وتقدم معاليه في كلمة له خلال الاجتماع بالشكر لأحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية والدول الأعضاء على عقد الجلسة التأبينية، للترحم على فقيد دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وأكد أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تعيد التأكيد على استمرار النهج الذي أرساه المؤسسون، رحمهم الله، في سياستها الداخلية والخارجية، وفي علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
ثوابت
وتطرق معاليه إلى ما جاء في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، التي وجهها لشعب الإمارات في 13 يوليو الماضي، مشيراً إلى أن سموه رسخ وجدد ثوابت القيادة الرشيدة من خلال التأكيد على «أننا نمد يد الصداقة إلى كل دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار لنا ولهم، وأن دولة الإمارات بنت علاقاتها مع دول العالم على أسس راسخة من حسن التعامل والمصداقية والتعاون البناء وسوف تواصل إقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف الدول».
وأشار معاليه إلى ما ورد في كلمة صاحب السمو رئيس الدولة، بأن سياسة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وعوناً للشقيق والصديق، وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها، وأن هذا يأتي استمراراً في نهجنا الراسخ لتعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
وأشار إلى أن الإمارات تشارك المجتمع الدولي قلقه بشأن تداعيات الوضع المتوتر على السلام والأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، مجدداً التأكيد على «ما نؤمن به من أهمية التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، واحترام مبدأ تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والإيمان الراسخ بأن الدبلوماسية لا تزال الوسيلة الوحيدة والأفضل لحل الأزمات».
وأكد معاليه أن تحديات التعافي من تأثير جائحة كورونا، وأزمة الغذاء التي يواجهها العالم وتداعياتها المؤلمة، وكذلك التغير المناخي وشح المياه، وقضايا الأمن والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب، تتطلب عملاً عربياً مشتركاً جاداً وإيجاد حلول عقلانية مبتكرة.
دعوة
جدد معاليه دعوة الإمارات لإيران إلى «الرد الإيجابي على مبادراتنا ودعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية».
وعبر معاليه عن الترحيب بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، الذي اتفق عليه اليمنيون، وباستمرار الهدنة، وأهمية تحقيق وقف شامل مستدام لإطلاق النار، والوصول إلى حل سياسي دائم للأزمة اليمنية. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الالتزام بالهدنة وممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية يجبرها على الالتزام بشروط الهدنة وتلبية متطلبات السلام.
دور
وأكد معاليه أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي، ورفض التدخلات الإقليمية، وأشار إلى أن الإمارات أدانت أعمال العنف المسلّحة التي شهدتها ليبيا في أغسطس الماضي، وحثت على نبذ الفرقة وإعادة التهدئة والحوار وتغليب المصلحة الوطنية.
وأكد معاليه وقوف الإمارات وتضامنها مع العراق في مواجهة التحديات التي يمر بها، وتطلعها إلى عراق مستقر ومزدهر، وتدعو إلى عدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وأوضح أن الإمارات تتابع تطورات الأوضاع في السودان، وأكد أهمية استمرار جميع الأطراف في الحوار للتوصل إلى تفاهم مشترك من شأنه أن يدفع عجلة المرحلة الانتقالية إلى الأمام.
وأكد معاليه على نهج الإمارات الثابت في مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام، ونشر التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب، ونبذ العنف والتطرف والكراهية، وتغليب لغة الحوار والعقل والدبلوماسية والحلول السياسية بين الدول والتركيز على البعد الإنساني.
موقف ثابت
جدد معالي خليفة شاهين المرر التأكيد على موقف الإمارات الثابت في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم الدور الذي تضطلع به كل من مصر والأردن للوصول إلى نتائج تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، تجنباً لتكرار دوامة التصعيد والتوتر والعنف والمواجهات، ومنعاً لأية إجراءات أحادية. كما أكد ضرورة احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف.