يبدأ القضاء الألماني، الاثنين، محاكمة مترجم ألماني أفغاني للجيش متهم بالتجسس لحساب إيران، في قضية "خيانة" يواجه فيها المتهم حكما بالسجن مدى الحياة، أي لمدة 15 عاما في ألمانيا.
وقالت المحكمة العليا في كوبلنز، وسط غرب ألمانيا، إنه يشتبه بأن الرجل الذي عرفت عنه باسم عبدول اس، 51 عاما، ارتكب "خيانة في قضية تتسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنية في 18 حالة".
وذكرت المحكمة أن المتهم الموقوف منذ أكثر من عام "لم يتحدث حتى الآن بشكل عملي عن الوقائع التي تنسب إليه".
وستحاكم زوجته آسيا اس، 40 عاما، معه بتهمة "التواطؤ في الخيانة"، لأنها "دعمت زوجها منذ البداية" في أعماله غير القانونية المفترضة، مما يعرضها لعقوبة السجن 11 عاما.
أسرار دولة
وقالت ناطقة باسم المحكمة لوكالة فرانس برس: "يجب أن ننتظر مناقشة الاتهامات الملموسة خلال جلسات غير علنية".
ويشتبه بأن الرجل الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية، قام بصفته مترجما في الجيش الألماني "بنقل أسرار دولة ذات طابع عسكري إلى مساعديه في إدارة الاستخبارات الإيرانية"، كما ورد في محضر الاتهام الذي صدر عن النيابة الفيدرالية، المسؤولة عن قضايا الإرهاب والتجسس.
وكان يعمل مترجما مدنيا لسنوات، وكذلك مستشارا ثقافيا ولغويا في ثكنة "هاينريش هيرتز" في داون قرب مدينة كوبلنز.
وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن القضية تتسم بالحساسية بالنسبة للجيش لأن الرجل كان يعمل في وحدة متخصصة بالحرب الإلكترونية، يقوم فيها بترجمة تسجيلات لاتصالات هاتفية ورسائل لاسلكية لحركة طالبان يتم اعتراضها في أفغانستان.
لكن المحققين يرون أن "احتمال أن يكون تمكن من تمرير معلومات سرية عن القوات الألمانية في المكان، ضئيل".
فخ للإيقاع به
وقالت "دير شبيغل" إن السلطات لكشفه، سمحت له بالاطلاع على وثائق سرية مفبركة، فقام بتسليمها بسرعة إلى الجهات التي يتصل بها.
وأفاد تقرير لجهاز الاستخبارات الداخلية الألماني أن إيران واحدة من أنشط الدول في مجال التجسس في البلاد، إلى جانب روسيا والصين.
وقال التقرير إن الاستخبارات الإيرانية "تبحث بانتظام عن مصادر مناسبة لتغطية احتياجات النظام للمعلومات".
وشهدت ألمانيا في تاريخها الحديث عددا من قضايا التجسس المدوية.
ففي 2016، حكم على ماركوس رايشل، رجل الاستخبارات الألمانية السابق، بالسجن ثماني سنوات بتهمة "الخيانة العظمى" بعد اعترافه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وروسيا.
وفي 2011، حكم القضاء الألماني بالسجن على زوجين بتهمة التجسس لحساب الاستخبارات الروسية لأكثر من 20 سنة.