الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - كلمات والدها أشعلت غضب اليمنيين.

كلمات والدها أشعلت غضب اليمنيين.

الساعة 06:14 مساءً

"لا لترديد اللعنة ونشر الخرافة"، شعار تداوله نشطاء يمنيون، بعد أن أشعلت حادثة فصل طالبة في إحدى المدارس بصنعاء، غضب اليمنيين، ليطلق رواد التواصل الاجتماعي في اليمن حملات مضادة وهاشتاغات تدعو للتضامن المجتمعي لإنقاذ مستقبل النشء الذي يعبث بهم أعداء العلم والسلم ودعاة الموت والحرب وقوى الظلام الذين ما زالوا يحاولون تفخيخ العقول وتأثيثها بأفكار متحجرة تعود لما ما قبل 1400 سنة.

عدم إذعان الطالبة أثار حفيظة المديرة فقررت طردها

وفي التفاصيل، قامت مديرة مدرسة في مديرية "بني الحارث" بالعاصمة صنعاء، بفصل طالبة بسبب عدم ترديدها شعار الصرخة الخمينية أثناء أداء الطابور الصباحي. ووفق أحد المقربين من أسرة الطالبة "رغد فاروق جابر" رفضت ترديد ما يعرف لدى مليشيا الحوثي بشعار الصرخة، مما أثار حفيظة مديرة المدرسة لتقرر طرد الفتاة من المدرسة.

مادة اعلانية

كلمات والدها تشعل غضب اليمنيين

ورصدت "العربية.نت" منشوراً لوالد الطالبة فاروق جابر على صفحته في فيسبوك تحدث فيه عن الحادثة التي طالت ابنته "رغد" وهذا نصه: "هذه المديرة تتخذ اليوم قرارا بفصل ابنتي رغد وهي التي كانت تقف بجانبها قبل عام لأخذ الصور التذكارية معها عند تكريمها لتفوقها في الصف التاسع بسبب رفض طالبات الثانوية ترديد الصرخة لكنها اختارت رغد بسبب تفوقها طوال مراحل دراستها لثني الطالبات عن موقفهن.

وأفاد والد الفتاة: "رغم أنني جلست مع رغد قبل أسبوعين وكان قلبي حاسس عما بلغني من تهديد للطالبات في ذكرى الإمام زيد والحسين وطرحت عليها رأي أن تجامل المديرة عندما تكون وجها لوجه معها وتصرخ لها حبتين فقالت أنا غير مقتنعة ولن أصرخ ولو منعوني من الدراسة.

وتابع: "رغم أن المديرة اليوم جمعت لها الإحصائيات وبضع مدرسات لإقناعها وظلين يتناقشن معها لإقناعها لكن البنت كانت مصممة على موقفها فقالت لهم حتى الإسلام ليس بالإكراه.

واختتم منشوره بقوله: "رغم علاقتي الطيبة بالمديرة وتشجيعها لرغد وإعفائها من الرسوم وطلبتني أول العام لدعمي في ترشيحي لرئاسة مجلس الآباء الذي سيجتمع الشهر القادم لكنني محتار في أمري ولا أدري أيش أعمل فقد ضعفت أمام دموع رغد اليوم أما نحن فقد نستحمل كل شيء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل".

تصرف قمعي لجس ولاء الأسر للحوثي

إلى ذلك، اعتبر إعلاميون ومؤثرون أن هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، موضحين أن هذه التصرف القمعي بحق الطالبة لا يراد من ورائه من إجبار الأطفال على ترديد الصرخة، بل إنه أسلوب تم اعتماده داخل المدارس بهدف جس نبض الأسر من خلال أطفالها ومدى ولائها، مشيرين إلى أن الصرخة بمثابة سلاح فتاك كي يحطموا نفسيات الأطفال تجاه التعليم وإيجاد صراع داخلي بين الأسر مع أطفالهم".

جماعة شعارهم الموت ومنجزاتهم المقابر

ولم يستغرب حقوقيون من وقوع هذه الحادثة، فقالوا إنهم لا يستبعدون أي انتهاكات مهما كانت درجة فظاعتها وفداحتها الإجرامية من جماعة شعارهم الموت ومنجزاتهم المقابر، خطفوا الأطفال من مدارسهم وقطعوا رواتب المعلمين، وهجروا الناس من ديارهم وسرقوا البلاد والعباد ولا يزالون يمارسون الترهيب والتجويع والاستعباد بحق أطفال اليمن. مطالبين بضرورة التصدي لتلك الهجمات الفكرية التي تنتهك وعي الصغار".

تعليق وزير ثقافة سابق أبلغ من خطب الجمعة

وبدوره علّق خالد الرويشان وزير الثقافة السابق، على حادثة فصل الطالبة في منشور وصفه النشطاء بأنه أبلغ من خطب الجمعة في مساجد الحوثيين، فقال: "فصل التلميذ من المدرسة بمثابة إعدامٍ له! أوقِفُوا الصرخة في المدارس والمساجد! قرّرتم الصرخة في خطبة الجمعة فقرّر المواطن أن يصلّي الجمعة في بيته! اليوم قرّرتم الصرخة على تلاميذ المدارس! وتعاقبون التلميذ بالفصل من المدرسة إذا لم يصرخ!

الفصل من المدرسة! هذا قرارٌ أحمق وكارثي! فصل التلميذ هو بمثابة حكم إعدام على التلميذ البريء .. إعدام لمستقبل جيل وبلاد وشعب. تراجعوا .. يجب أن تتراجعوا .. لا تشعلوا حريقاً إضافياً وضخماً في بلد لا تنقصه الحرائق. لم تنشئوا مدرسة واحدة حتى اليوم! لم تصرفوا راتباً لمدرّس! وتريدون التلميذ أن يصرخ! التلميذ أصلاً جائع .. بالكاد يتكلم! مشى على أقدامه لساعات على لحم بطنه
بينما تتجشأون الملايين!".

مستقبل جيل داخل ظلام الكهوف


وقال جمال غالب أستاذ تربوي، أن من يبني ثقافة الموت لن يعرف للحياة طريقاً، وأضاف: "عندما تجلد الطفولة أمام أعين الإنسانية، ويحتال الظلاميون على عقول أطفالنا باسم الدين، وتنتهك حريتهم في صروح العلم، فإن مستقبل الجيل القادم سيكون حبيساً داخل ظلام الكهوف".

من جانبه، قال الأكاديمي محمد سالم، :"لا حل إلا ثورة شعبية تجتث الكهنوت، كارثة كبيرة أن يستمروا في هدم وعي النشء وتغيير فكر جيل مستقبل اليمن وسلخهم من هويتهم".