تمكنت القوات اليمنية، مسنودة بالتحالف العربي، من تحرير «التبة السوداء» في منطقة ضبوعة بمديرية نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، التي تجددت فيها المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية، فيما لقي 10 من عناصر الحوثي مصرعهم في عمليات للجيش بجبهات حرض وحيران في حجة، مع استمرار الانتهاكات الحوثية في جبهات الساحل الغربي لليمن.
وفي التفاصيل، تجددت المعارك بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات نهم، شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، بعد توقف دام لأشهر، تمكنت خلالها قوات الجيش اليمني من تحرير التبة السوداء بمنطقة ضبوعة شمال المديرية، بعد استهدافها من قبل مقاتلات التحالف بغارتين مركّزتين أدتا لتدمير آليات عسكرية وتحصينات حوثية في التبة، ومصرع وإصابة عدد من عناصر الحوثي.
وذكرت مصادر عسكرية تابعة للشرعية أن قوات الجيش اليمني شنت هجوماً مباغتاً، مساء أول من أمس، واستمر حتى أمس، على مواقع الميليشيات في جبهات ضبوعة والقتب والمجاوحة وبران والمحجر، تمكنت خلالها القوات اليمنية من تحرير التبة السوداء في منطقة ضبوعة، فيما استمرت المعارك في جميع الجبهات.
وتقع جبهات نهم على بعد 60 كيلومتراً من وسط العاصمة صنعاء، وتمت إعادة ترتيب الجبهات في المديرية خلال الأشهر الماضية من قبل الجيش والتحالف، لتبدأ مع بداية العام الجديد 2020 عمليات عسكرية واسعة بهدف تضييق الخناق على الميليشيات في العاصمة صنعاء، ومحافظة عمران الرابطة بين صعدة وصنعاء.
وذكر مصدر عسكري في نهم أن المعارك الأخيرة، التي شهدتها المديرية خلال الجمعة والسبت، خلّفت 23 قتيلاً في صفوف الميليشيات وعشرات الجرحى، فيما استشهد ثلاثة من قوات الجيش اليمني، ودمرت مقاتلات التحالف العربي المساند للشرعية آليات عسكرية وتحصينات، بعد شنها غارات على مواقع الميليشيات في المديرية.
ودفعت عودة المعارك إلى جبهات نهم، الميليشيات الانقلابية إلى إعلان حالة الطوارئ والاستنفار بصفوف عناصرها في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران ودعت قياداتها ومشرفيها إلى تكثيف حملات التجنيد الإجباري في صفوف الشباب وأبناء القبائل في تلك المناطق، لمواجهة العمليات العسكرية الزاحفة باتجاه العاصمة، وفقاً لمصادر محلية في صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات وجّهت عناصرها في مناطق سيطرتها، إلى رفع الجاهزية القتالية للدفاع عن العاصمة، ونشرت مسلحيها وأطقمها المسلحة في مداخل العاصمة والطرق الرابطة بين مديريات الطوق، وشوهدت علامات الخوف والهلع على وجوه عناصرها في شوارع صنعاء.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات طالبت من عناصرها الصمود والثبات للدفاع عن العاصمة وعمران، اللتين دعت مصادر في الشرعية أبناء هاتين المنطقتين إلى الابتعاد عن مناطق تجمعات الميليشيات، موضحة أن هدفها استعادة الجمهورية وإنهاء الانقلاب، وليس القيام بعمليات انتقام كالتي تمارسها الميليشيات ضدهم.
ووفقاً للمصادر، فإن الميليشيات كثفت، خلال اليومين الماضيين، من زيارات قياداتها الميدانية إلى مناطق قبائل طوق العاصمة، بما فيها قبائل محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء، لحثها على الحشد والتأييد وتقديم الدعم المادي لمقاتليها، وطالبت من كل شيخ قبلي حشد 50 عنصراً على الأقل، وإلا سيتم اعتقاله بتهمة الخيانة ودعم الشرعية.
وفي جبهات حجة، شمال غرب اليمن، أكدت مصادر ميدانية مصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات في عمليات قصف مباشرة، شنتها قوات الجيش اليمني على مواقع الحوثيين في جبهات حرض ومحيط مديرية حيران المحررة، فجر أمس.
وذكرت المصادر أن 10 من عناصر الحوثي قتلوا وأصيب آخرون، باستهداف قوات الجيش لمواقع تمركزهم في جبهتي حرض وحيران، إلى جانب عمليات قنص نفذها قناصة الجيش في تلك الجبهات، وتدمير آليات عسكرية وأسلحة كانت في المناطق المستهدفة.
وفي صعدة، دكت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في جبهة كتاف شمال المحافظة، مستهدفة بأربع غارات مواقع وتجمعات للحوثيين في منطقة العشاش بمديرية كتاف، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا في مواقع الاستهداف.
وفي الحديدة، أكدت مصادر ميدانية في القوات اليمنية المشتركة قيام الميليشيات باستهداف مواقعهم والأحياء السكنية في منطقة الفازة، التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، بعشرات القذائف المتنوعة، إلى جانب قصف منطقة الجبلية في المديرية ذاتها بـ11 قذيفة مدفعية وبالأسلحة الرشاشة والقناصة.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات واصلت خروقها للهدنة وقامت، أمس، بقصف مواقع المشتركة بشارعَي الخمسين وصنعاء في مدينة الحديدة، ومدينة الصالح التي توجد فيها إحدى لجان المراقبة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، كما قصفت مواقع للمشتركة في قرية الشجن بمديرية الدريهمي.
واستهدفت الميليشيات مواقع القوات اليمنية المشتركة في منطقة الجاح، التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، بالأسلحة المتوسطة، منها سلاح الدوشكا عيار 12.7 والأسلحة عيار 14.5، بشكل مكثف.
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة اليمنية، مأمون المهجمي، قيام ميليشيات الحوثي بحفر مزيد من الخنادق والأنفاق بجميع مناطق التماس، في الساحل الغربي، تركزت أكبر تلك العمليات في منطقة «كيلو 16» ومحيط مطار الحديدة شرق مدينة الحديدة، ومدينة السويق جنوب مديرية التحيتا، وشوهدت الميليشيات وهي تنقل كميات كبيرة من الأخشاب والألواح والطوب الأبيض، لبناء متارس وسقف الخنادق التي تم حفرها.
وأشار المهجمي، في منشور على «فيس بوك»، إلى أن عناصر الحوثي واصلت حفر الخنادق، ومنها الخندق الرئيس الممتد والموازي للخط الرابط بين زبيد والتحيتا، الذي تتفرع منه خنادق أخرى باتجاه السويق، وقد تم توثيقها سابقاً، لافتاً إلى أن الأخشاب والطوب المستخدم في الحفر تنقل ليلاً إلى عدد من المواقع، ثم تقوم الميليشيات بالبناء الداخلي للخنادق مستخدمه الطوب ثم الأخشاب لتغطية الحفر، ثم تتم تغطية الفتحات بالرمال.
وفي البيضاء، أكدت مصادر قبلية في مديرية ردمان، أن القوات المشتركة والمقاومة المحلية المرابطة في المديرية، تمكنت من صد هجوم لميليشيات الحوثي باتجاه مواقعها في منطقة قانية التابعة للمديرية، وأفشلته وكبّدت الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
