أكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا السبت، أن بلاده تريد المساهمة في "نمو مقترن بالجودة" في القارة، معلنا عن استثمارات بقيمة 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة القادمة لدفع عجلة التنمية فيها.
وقال فوميو كيشيدا في افتتاح "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا" (تيكاد) المنعقدة في تونس: "نعطي الأولوية لمقاربة تعطي قيمة لكل شخص: الاستثمار في الإنسان والنمو المقترن بالجودة".
وتسعى طوكيو عبر القمة التي تستمر حتى الأحد إلى مجابهة نفوذ الصين الاقتصادي في إفريقيا عبر تعزيز "تنمية يقودها الأفارقة بأنفسهم"، وفق فرانس برس.
وقال الزعيم الياباني في كلمته التي ألقاها من اليابان بسبب إصابته بفيروس كورونا، إنه "لتحسين حياة الأفارقة، سنقدم أيضًا ما يصل إلى 5 مليارات دولار في شكل تمويل مشترك مع البنك الإفريقي للتنمية".
وتشارك في النسخة الثامنة من "تيكاد" 66 شخصية رسمية ممثلة لدول ومنظمات، ومن بين الحاضرين 20 رئيس دولة وحكومة، وفق وزارة الخارجية التونسية.
من جانبه قال الرئيس التونسي قيس سعيّد في مستهل الندوة إن الشراكة اليابانية الإفريقية مهمة "في صياغة مقاربات عملية لمفهوم التنمية الشاملة" يمكن أن يساعد فيها "شركاؤنا اليابانيون بتجربتهم وبإمكانياتهم".
وأضاف سعيّد أن اليابان حققت "نجاحا جديرا بالتنويه وجديرا بالنظر في أسبابه" من أجل أن "تتمكن الشعوب الإفريقية من تحقيق آمالها وتطلعاتها وأحلامها التي كانت تراود الجيل الأول من القادة إثر الاستقلال".
من جهته أشاد الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي بـ"الشراكة المرجعية" التي أقيمت بين إفريقيا واليابان.
وهذه أول نسخة من "تيكاد" منذ تفشي فيروس كورونا والثانية في إفريقيا بعد أن استضافتها كينيا عام 2016. وتعقد الندوة التي أطلقتها طوكيو عام 1993 كل ثلاث سنوات.
ويُنتظر أن يصل عدد المشاركين الإجمالي في الندوة والأنشطة الموازية لها والتي تشمل المجتمع المدني إلى حوالي 5000 شخص، وفق الخارجية اليابانية.
سياق معقّد
وتهدف النسخة الحالية للندوة إلى "مناقشة كيفية إنشاء عالم مستدام معا" في "السياق المعقّد لجائحة كوفيد والوضع في أوكرانيا".
واعتبر الرئيس التونسي أن "الجائحة أبرزت مرة أخرى أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب"، مشيرا إلى أن "اللقاحات التي كانت متوفرة في الجانب الشمالي من الكرة الأرضية كانت أضعاف اللقاحات التي توفرت في جنوب الكرة الأرضية وفي إفريقيا على وجه الخصوص".
وشدد ماكي سال على أن أولويات دول القارة هي "السعي لتحقيق السيادة في مجال الصيدلة" بزيادة إنتاج اللقاحات والأدوية في القارة و"السيادة الغذائية".
وأكد المسؤول الإفريقي على الحاجة إلى "إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي" لمساعدة القارة على التعافي بعد وباء كوفيد وفي مواجهة آثار الحرب في أوكرانيا.
واعتبر أنه "يجب على إفريقيا أيضًا أن تدعو إلى تعليق الفائدة على الديون من مجموعة العشرين" وقد طلبت بالفعل الحصول على مقعد في هذه المجموعة "لضمان دعم أفضل لمصالح قارتنا".
وبحسب سال، فإن ذلك يمكن أن يتحقق "في قمة مجموعة العشرين المقبلة في بالي" في نوفمبر.
في هذا السياق، كشف كيشيدا أن من بين التمويلات التي ستقدمها اليابان مليار دولار مخصصة لـ"إعادة هيكلة الديون".
وأوضح أنه سيتم التركيز على "تعزيز النمو الأخضر، سنطلق مبادرة النمو الأخضر لإفريقيا ونستثمر فيها 4 مليارات دولار".
كما ستساعد اليابان الدول الإفريقية في مواجهة نقص الأغذية الناتج عن الحرب في أوكرانيا، وتقدم لها تمويلات بقيمة 300 مليون دولار بتمويل مشترك مع البنك الإفريقي للتنمية من أجل "إنتاج الغذاء وتدريب 200 ألف شخص في الزراعة".
كما سيبحث المشاركون في الندوة "توطيد الديمقراطية ودولة القانون وتجنّب النزاعات والوساطة" للحفاظ على السلام والاستقرار.
آمال تونسية
تأمل السلطات التونسية أن يستفيد اقتصادها المتعثر من استضافة ندوة "تيكاد" من خلال جذب استثمارات يابانية، وقد أتاحت "تيكاد" منذ إنشائها إطلاق 26 مشروعا إنمائيا في 20 دولة.
ويأمل التونسيون في تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعًا بقيمة 2.7 مليار دولار، بحسب رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية الهادي بن عباس.
ومن المفترض أن تؤدي تلك المشاريع التي ستُعرض على مستثمري القطاع الخاص في تونس وإفريقيا إلى توفير أكثر من 30 ألف فرصة عمل.