الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - موقف السعودية من احترام الأديان

موقف السعودية من احترام الأديان

الساعة 11:47 صباحاً

 

إن أهم ما يميز السياسة والنهج اللذين اتبعتهما وتتبعهما المملکة العربية السعودية في مختلف المجالات السياسية والفکرية والدينية والثقافية، أنها دعت وتدعو إلى ثقافة احترام الآخر مهما کان عرقه ولونه وجنسه ودينه ومذهبه، واللافت للنظر أن هذه السياسة والنهج تترسخان عاما بعد عام ولا يزداد الإصرار على التمسك بهما فحسب، وإنما على تطويرهما وتوسيع دائرتهما بما يخدم البشرية جمعاء کما علمنا وربانا ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو منار القادة في المملکة منذ عهد المٶسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وحتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان.

 

السعودية ترسخ ثقافة احترام الأديان في سياستها ونهجها المعتدل

إن السعودية في سياستها ونهجها اللذين التزمتهما على مر العقود الماضية، والمبنيين على أساس ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين الأديان والطوائف والمذاهب، والتعايش والحوار العقلاني البعيد عن التعصب والكراهية، فإنها تسعى من أجل سلام اجتماعي حقيقي ليس داخل الأمم والشعوب فقط، وإنما بين البشرية جمعاء، ذلك أن السلام بين البشر لا يكون بإلغاء الاختلافات بل باحترامها، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.

 

 

 

إن حرص السعودية على ترسيخ هذا النهج الحضاري الإنساني، لم يکن مبنيا على أساس مجرد تنظيرات فکرية تتلى في ندوات مغلقة وتحفظ بين طيات الکتب والمجلدات، بل إنها ترجمت ذلك عمليا على أرض الواقع، وهذه حقيقة تم لمسها من قبل العالم أجمع، إذ ليس لدى السعودية شيء تخفيه أو تخاف منه بل إنها تتكلم وتفعل ما تريده أمام الملأ وتحت شعاع الشمس الوهاجة، وإن القادة السعوديين قد أثبتوا على الدوام للعالم أجمع بأن أقوالهم تقترن بالأفعال، وأن دورهم المشهود له في دعم ومساعدة الشعوب المحتاجة والمنکوبة ودورهم الکبير في محاربة التطرف والإرهاب، تٶکد وتثبت حقيقة أن السعودية عندما تقول شيئا فإنها ستفعله حتما.

 

السعودية تتعامل مع أتباع الأديان الأخرى برؤية إسلامية حضارية

وبخصوص موقف المملکة من احترامها للأديان السماوية، فإنها دأبت على أن تقرن موقفها بمصداقية فعلية، وعلى مر أعوام قادت جهود الانفتاح على الثقافات والأديان وتقبل الآخر عبر ملتقيات واجتماعات منها الاجتماع الأخير التي أقامته رابطة العالم الإسلامي في 13 مايو 2022 لزعماء دينيين عالميين من مختلف الديانات، والذي تثنى لنا المشاركة فيه بهدف إقامة شراكات بين الأديان في الرياض، ضف إلى ذلك انفتاح المملكة على السياح حول العالم دون النظر بعنصرية لجنسياتهم ودياناتهم ، وبذلك فقد أسست السعودية بفضل قيادتها الرشيدة لنهج حضاري وإنساني صار نموذجا يمکن الاقتداء به من أجل استتباب السلام والأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة.

 

إن القيادة السعودية الحکيمة بدعمها الکبير لجهود حوار الأديان عبر مراكزها وأبحاثها واجتماعاتها فإنها ومن خلال ذلك أسست لتفعيل مبدأ التعايش بين الشعوب من النقاط والثغرات التي يتم استغلالها من قبل تجار الأديان والحروب ونشر العداء والکراهية بين الأديان والشعوب والأمم من أجل تحقيق مصالح خاصة، وإنها عازمة أشد العزم على المضي في هذا الطريق حتى تحقق أهدافها وغاياتها النبيلة بعون الله ومشيئته.

 

*أمين عام المجلس الإسلامي العربي