عقب انهيار النظام القيصري بروسيا على إثر تنازل القيصر الروسي نيقولا الثاني (Nicholas II) عن الحكم منتصف شهر مارس 1917، اتجهت العديد من الشعوب التي شكلت في السابق جزءا من الإمبراطورية الروسية لإعلان استقلالها بحثا عن مستقبل أفضل بعيدا عن حكم سان بطرسبرغ.
وفي خضم هذه الأحداث، أعلن الأوكرانيون سنة 1917 عن تشكيل جمهورية أوكرانيا الشعبية التي لم تتمكن من الصمود سوى بضع سنوات قبل أن تقع بقبضة البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين، الذين اتجهوا لتعويضها بجمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية وضمها للاتحاد السوفيتي.
وفي الأثناء، اتجهت موسكو لملاحقة العديد من القوميين الأوكرانيين الذين صنفتهم كخطر على استقرار الاتحاد السوفيتي. وإضافة لسيمون بتليورا الذي قتل سنة 1925، أقدم عملاء مفوضية الشعب للشؤون الداخلية السوفيتية أواخر الثلاثينيات على اغتيال الأوكراني يفهين كونوفاليتس (Yevhen Konovalets) بطريقة فريدة من نوعها بهولندا.

صورة ليفهين كونوفاليتس
رئيس تنظيم القوميين الأوكرانيين
إلى ذلك، درس يفهين كونوفاليتس، المولود يوم 14 يونيو 1891 بقرية زاشكيف (Zashkiv) قرب لفيف (Lviv) بإمبراطورية النمسا المجر، الرياضيات بجامعة لفيف بداية من العام 1909، وشارك بالعديد من الأنشطة التي نظمها القوميون الأوكرانيون وتقلد العديد من المناصب بالحركات الطلابية القومية.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تطوع كونوفاليتس بجيش النمسا المجر ووقع أسيرا بقبضة الروس عام 1915 ليقضي على إثر ذلك سنوات في التنقل بين العديد من السجون ومعسكرات الاعتقال الروسية.
عقب خروجه من المعسكرات الروسية وقيام الثورة البلشفية عام 1917، قاتل كونوفاليتس لصالح جمهورية أوكرانيا الشعبية وتمكن رفقة زملائه من سحق تمرد يناير 1918 الذي قاده البلاشفة بالعاصمة الأوكرانية كييف. ومع تدرجه بهرم الرتب العسكرية في صفوف الجيش الأوكراني، شارك كونوفاليتس بالمعارك ضد الجيش الأحمر دفاعا على استقلال أوكرانيا.
مع سقوط أوكرانيا بقبضة السوفييت وفقدانها لاستقلالها، انتقل كونوفاليتس للعيش بالمنفى وتنقل بين العديد من الدول. ومع ظهور تنظيم القوميين الأوكرانيين عام 1929، انتخب كونوفاليتس رئيسا لهذه المنظمة التي ظهرت كاتحاد بين المنظمة العسكرية الأوكرانية ومجموعات اليمين المتطرف والقوميين الأوكرانيين والمفكرين اليمينيين.